قراءة لمدة 1 دقيقة قال الله تعالى: فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم ـ فهل: ال ـ في الشيطان للعهد الذهني،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيصح أن تكون:
أل ـ هنا في الشيطان للجنس، كما يصح أن تكون للعهد، ووجه ذلك ـ كما بينه أهل التفسير ـ أنها إذا كانت للجنس، فإن جنس الشياطين كثير، فمنهم المرئي وغير المرئي، وإذا كانت للعهد، فإن كل المعاصي تفعل برضى إبليس أو تحريضه عليها، جاء في التفسير الكبير للرازي:
أُدْخِلَ الْأَلِفُ وَاللَّامُ فِي الشَّيْطَانِ لِيَكُونَ تَعْرِيفًا لِلْجِنْسِ، لِأَنَّ الشَّيَاطِينَ كَثِيرَةٌ مَرْئِيَّةٌ وَغَيْرُ مَرْئِيَّةٍ، بَلِ الْمَرْئِيُّ رُبَّمَا كَانَ أَشَدَّ..
.
وَإِنْ جَعَلْنَا الْأَلِفَ وَاللَّامَ لِلْعَهْدِ فَهُوَ أَيْضًا جَائِزٌ، لِأَنَّ جَمِيعَ الْمَعَاصِي بِرِضَى هَذَا الشَّيْطَانِ، وَالرَّاضِي يَجْرِي مَجْرَى الْفَاعِلِ لَهُ.
وكذلك قال النيسابوري في تفسيره غرائب القرآن:
الألف واللام في الشيطان للجنس، لتفيد الاستعاذة من هذا الجنس مطلقا مرئيا وغير مرئي، ولو جعل للعهد جاز، وتدخل ذرّيته فيه تبعا .
والله أعلم.