قراءة لمدة 1 دقيقة قال الله تعالى: (ولا تبطلوا أعمالكم). ما هي الأشياء التي تبطل العمل؟

قال الله تعالى: (ولا تبطلوا أعمالكم). ما هي الأشياء التي تبطل العمل؟

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد قال الله تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ [محمد:
33].
قال ابن كثير -رحمه الله تعالى-:
أمر تبارك وتعالى عباده المؤمنين بطاعته وطاعة رسوله، التي هي سعادتهم في الدنيا والآخرة، ونهاهم عن الارتداد الذي هو مبطل للأعمال، ولهذا قال تعالى:
وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُم، أي بالردة، ولهذا قال بعدها:
إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ [محمد:
34] .
اهـ.
فتبين بهذا النقل عن ابن كثير أن المقصود بقوله:
وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ، أن الردة والكفر بعد الإيمان هو المحبط للعمل.
ويؤكد هذا المعنى قوله تعالى:
لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الزمر:
65]، وقوله أيضًا:
ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام:
88].
فالشرك هو المحبط للعمل، سواءً كان شركًا أكبر مُخرجًا من الملة، أو شركًا أصغر، كيسير الرياء إذا خالط العمل، فإنه يحبطه.
ومما يحبط العمل التَّأَلِّي على الله -عزَّ وجلَّ- في تضييق رحمته عن عباده، وهو الحلف، فقد روى مسلم عن جندب مرفوعًا:
قال رجل:
والله لا يغفر الله لفلان.
فقال الله عز وجل:
من ذا الذي يتألَّى عليَّ أن لا أغفر لفلان، إني قد غفرت له وأحبطت عملك .
فهذا الرجل حبط عمله، لأنه أقسم أن الله لن يغفر لفلان، وهذا بيد الله -عزَّ وجلَّ-، فإنه يغفر لمن يشاء من عباده.
وكذلك مما يحبط العمل العُجْبُ، فإنه ليس بأقل خطرًا من التَّألِّي على الله -عزَّ وجلَّ- المذكور.
ويحبط العمل -أيضًا- المنُّ، فمن تصدق بصدقة ثم مَنَّ بها على المتصدق عليه، أو أذاه، فإنه يحبط بذلك أجر صدقته؛
لقول الله تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى [البقرة:
264].
والله أعلم.

مشاركة

مقترحات التعديلات

من خلال إرسال مقترحك، فإنك توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية لدينا