قراءة لمدة 1 دقيقة قال الله تعالى: يؤتي الحكمة من يشاء ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرًا كثيرا. ما المقصود بالحكمة هنا؟ وفي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحكمة إتقان العلم، وإجراء الفعل على وفق ذلك العلم، وهي منحة من الله تعالى يهبها لمن يشاء من عباده، وقد اختلف العلماء في المراد بالحكمة المذكورة في قوله تعالى:
يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ [البقرة:
من الآية269]، فقيل:
إنها النبوة، وقال ابن عباس :
هي المعرفة بالقرآن وناسخه ومنسوخه ومحكمه ومتشابهه وغريبه ومقدمه ومؤخره .
وقال مالك بن أنس :
الحكمة المعرفة بدين الله والفقه فيه والاتباع له .
ومنهم من فسرها بخشية الله تعالى.
وقال ابن عاشور في التحرير والتنوير:
قد ذكر الله الحكمة في مواضع كثيرة من كتابه مراداً بها ما فيه إصلاح النفوس من النبوة والهدى والإرشاد .
اهـ.
وبالنظر إلى هذه الأقوال وغيرها نجد أن الحكمة في مفهوم الشرع تدور في الأساس على أمور الدين -كخشية الله والعلم بكتابه وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-:
من يرد الله به خيراً يفقه في الدين .
رواه البخاري و مسلم .
إلا أن العلوم الدنيوية قد تدخل في هذا أيضاً إذا كان فيها فائدة تعود على الأمة بالنفع -كعلم الطب ونحوه- إذا ابتغي به وجه الله -عزَّ وجلَّ-.
أما بالنسبة للحديث الذي أوردته فلم نجده، وإنما أخرج البيهقي بعضاً من ألفاظه ولفظه:
أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
فإن الله يعطي الدنيا لمن يحب ومن لا يحب، ولا يعطي الدين إلا لمن يحب .
والله أعلم.