قراءة لمدة 1 دقيقة قال الله: «هل جزاء الإحسان إلا الإحسان» وفي تفسير الجلالين ذكروا أن هل بمعنى ما، فلو كنا نريد الإجاب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كلمة:
هل ـ في هذه الآية بمعنى ما، يقول القرطبي في تفسيره مبينًا معاني هل:
وبمعنى ما في الجحد، كقوله تعالى:
فهل على الرسل إلا البلاغ ـ و:
هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ـ قال عكرمة:
أي هل جزاء من قال:
لا إله إلا الله إلا الجنة ـ ابن عباس:
ما جزاء من قال:
لا إله إلا الله وعمل بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم إلا الجنة .
انتهى.
وعليه؛
فعند الجواب عن السؤال الوارد في هذه الآية يقال مثلًا:
نعم لا جزاء للإحسان إلا الإحسان, لأن كلمة:
نعم ـ من أدوات الجواب, وتأتي لتصديق الاستفهام الذي سبقها, فتبقيه على حاله:
من إثبات, أو نفي, والاستفهام في هذه الآية مشتمل على إثبات أمر معين, وهو حصر مجازاة الإحسان بالإحسان, جاء في شرح المفصل لابن يعيش :
وأما:
نعم ـ فإنها تبقي الكلام على إيجابه ونفيه؛
لأنها وضعت لتصديق ما تقدم من إيجاب أو نفي، من غير أن ترفع ذلك وتبطله، مثاله إذا قال القائل:
أخرج زيد ـ وكان قد خرج، فإنك تقول في الجواب:
نعم ـ أي:
نعم قد خرج، فإن لم يكن خرج، قلت في الجواب:
لا ـ أي:
لم يخرج .
انتهى.
والله أعلم.