قراءة لمدة 1 دقيقة قال تعالى:يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَ

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكر أهل العلم تفسيرات متعددة للشعوب والقبائل في قول الله تعالى:
وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ {الحجرات:
13}.
وننقل لك ما جاء به القرطبي من ذلك في تفسيره، حيث قال:
الشعوب رؤوس القبائل، مثل ربيعة ومضر والأوس والخزرج، واحدها (شعب) بفتح الشين.
سموا به لتشعبهم واجتماعهم كشعب أغصان الشجرة، والشعب من الأضداد، يقال شعبته إذا جمعته..
.
قال الجوهري:
الشعب ما تشعب من قبائل العرب والعجم، والجمع الشعوب..
.
والشعب القبيلة العظيمة، وهو أبو القبائل الذي ينسبون إليه، أي يجمعهم ويضمهم.
قال ابن عباس:
الشعوب الجمهور مثل مضر، والقبائل الأفخاذ.
وقال مجاهد:
الشعوب البعيد من النسب، والقبائل دون ذلك، وعنه أيضاً أن الشعوب النسب الأقرب، وقاله قتادة.
ذكر الأول عنه المهدوي والثاني الماوردي..
.
وقيل:
إن الشعوب عرب اليمن من قحطان، والقبائل من ربيعة ومضر وسائر عدنان.
وقيل:
إن الشعوب بطون العجم، والقبائل بطون العرب.
وقال ابن عباس في رواية:
إن الشعوب الموالي، والقبائل العرب..
.
ونعتقد أن هذا القدر يكفي في تفسير الشعوب والقبائل.
وأما التباين في أشكال الناس فإنه دليل على قدرة الله، وأنه –وحده- المدبر لهذا الكون والمتصرف فيه.
وأفعال الله تعالى لا تخضع للتعليل، وهي كلها بالغة في الحكمة، لكننا قد نطلع على الحكمة منها وقد لا نطلع على ذلك.
والله أعلم.