قراءة لمدة 1 دقيقة قال تعالى في سورة الشورى: وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَ

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن قوله سبحانه:
وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ {الشورى:
30}، ليس على ظاهر عمومه، فليست كل مصيبة تنزل بكل أحد عقوبة له على ذنبه، جاء في تفسير البيضاوي :
والآية مخصوصة بالمجرمين، فإن ما أصاب غيرهم، فلأسباب أخر، منها:
تعريضه للأجر العظيم، بالصبر عليه .
اهـ.
وفي تفسير الألوسي :
والآية مخصوصة بأصحاب الذنوب من المسلمين، وغيرهم، فإن من لا ذنب له -كالأنبياء عليهم السلام-، قد تصيبهم مصائب، ففي الحديث:
«أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل، فالأمثل»، ويكون ذلك لرفع درجاتهم، أو لحكم أخرى خفيت علينا .
اهـ.
فالابتلاء بالمصائب له أسباب متنوعة، وحكم متعددة، وليست عقوبة ومقابلة على الذنوب والمعاصي فحسب، فقد يكون تمحيصًا، وتطهيرًا، وتكفيرًا للسيئات، وقد تقع المصائب بالعبد رفعة لدرجاته -كما هو شأن البلاء الواقع على الأنبياء، والأولياء-، قال الشيخ عبد القادر الجيلاني :
علامة الابتلاء على وجه العقوبة، والمقابلة:
عدم الصبر عند وجود البلاء، والجزع، والشكوى إلى الخلق.
وعلامة الابتلاء تكفيرًا، وتمحيصًا للخطيئات:
وجود الصبر الجميل من غير شكوى، ولا جزع، ولا ضجر، ولا ثقل في أداء الأوامر والطاعات.
وعلامة الابتلاء لارتفاع الدرجات:
وجود الرضى، والموافقة، وطمأنينة النفس، والسكون للأقدار حتى تنكشف .
اهـ.
وراجع بيان هذا بإسهاب في الفتوى:
.
والله أعلم.