قراءة لمدة 1 دقيقة قال تعالى في سورة الواقعة (ولحم طير مما يشتهون) لماذا خص الله سبحانه وتعالى الطير فقط في هذه الآية ه

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الله تعالى يكرم أهل الجنة بما يشتهون من اللحوم وغيرها قال الله تعالى:
وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ {فصلت:
31}، وقال تعالى:
يُطَافُ عَلَيْهِم بِصِحَافٍ مِّن ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ {الزخرف:
71}، وقد ذكر تعالى في بعض الآيات أنه يكرمهم باللحم ولم يقيد جنس اللحم، فقال:
وَأَمْدَدْنَاهُم بِفَاكِهَةٍ وَلَحْمٍ مِّمَّا يَشْتَهُونَ {الطور:
22}، ونص في هذه الآية على لحم الطير.
وقد ذكر ابن عاشور في تفسيرها:
أن لحم الطير هو أرفع اللحوم وأشهاها وأعزها، ويحتمل أن يكون ذلك هو السبب لتخصيصه بالذكر في هذه الآية .
وقد ثبت في الحديث ما يفيد وجود الغنم في الجنة، كما في الحديث:
الشاة من دواب الجنة .
رواه ابن ماجه وقال الشيخ الألباني :
صحيح، وقال المناوي في فيض القدير عند شرحه لهذا الحديث:
الشاة من دواب الجنة .
أي:
أن الجنة فيها شياه، وقد ثبت في الصحيحين أنهم يأكلون لحم البقر والسمك، فقد أخرج البخاري ومسلم في الصحيحين عن أبي سعيد الخدري قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة يتكفؤها الجبار بيده كما يتكفأ أحدكم خبزته في السفر نزلا لأهل الجنة فأتى رجل من اليهود فقال:
بارك الرحمن عليك يا أبا القاسم ألا أخبرك بإدامهم قال:
بلى.
قال:
إدامهم بالام ونون.
قالوا:
ما هذا؟
قال:
ثور ونون يأكل من زيادتهما سبعون ألفا .
قال النووي :
أما النون فهو الحوت باتفاق العلماء، وأما بالام فبباء موحدة مفتوحة وتخفيف اللام وميم مرفوعة غير منونة والصحيح في معناها أنها لفظة عبرانية معناها ثور .
وقد قال ابن قتيبة في تأويل مختلف الحديث:
وإذا جاز أن يكون في الجنة لحم جاز أن يكون فيها معزى وضأن وإذا جاز أن يكون فيها طير يؤكل جاز أن يكون فيها نعم يؤكل .
والله أعلم.