قراءة لمدة 1 دقيقة قال تعالى: قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ

قال تعالى: قُلْ مَن رَّبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم تكن العرب تجهل وجود العرش وعظمته، فإنهم كانوا على بقية من دين إبراهيم الخليل ـ عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ـ ولذلك ورد ذكر العرش في كلامهم وأشعارهم، فمن ذلك قول ورقة بن نوفل :
سُبْحَانَ ذِي الْعَرْشِ سُبْحَانًا يَدُومُ لَهُ ..
.
وَقَبْلَنَا سَبّحَ الْجُودِيّ وَالْجَمَدُ.
ذكره السهيلي في (الروض الأنف)، وابن كثير في (السيرة النبوية) و الكلاعي في (الاكتفاء).
ومن ذلك أيضا قول أمية بن أبي الصلت :
مجدوا الله وهو للمجد أهل ..
.
ربنا في السماء أمسى كبيرا بالبناء الأعلى الذي سبق الخلق ..
..
وسوى فوق السماء سريرا ..
.
ذكره جمع من أهل العلم كابن قدامة في (إثبات صفة العلو) وشيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم و الذهبي وابن أبي العز والسفاريني.
وقال ابن قتيبة في (تأويل مختلف الحديث):
العرب لا تعرف العرش إلا السرير وما عرش من السقوف والآبار، يقول الله تعالى:
(ورفع أبويه على العرش) أي على السرير.
وأمية بن أبي الصلت يقول ..
فذكر شعره السابق.
ا هـ.
ومن ذلك أيضا قوله:
فسبحان من لا يقدر الخلق قدره ..
.
ومن هو فوق العرش فرد موحد.
وقوله:
مليك على عرش السماء مهيمن ..
.
لعزته تعنو الوجوه وتسجد.
وإنما الذي جاء به الإسلام هو ذكر بعض صفات العرش العظيم الكريم، مما قد يُجهل قبل مجيئه، كقوله تعالى:
وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ .
{هود:
7}.
وقوله سبحانه:
وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ.
{الحاقة:
17}.
والله أعلم.

مشاركة

مقترحات التعديلات

من خلال إرسال مقترحك، فإنك توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية لدينا