قراءة لمدة 1 دقيقة قال تعالى: لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. ما معنى «بين يديه» و «خلفه»؟

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكر أهل التأويل في تفسير قوله تعالى عن القرآن:
لا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ [فصلت:
42].
أقوالًا:
فقال بعضهم معناه:
لا يأتيه النكير من بين يديه ولا من خلفه، وقال آخرون:
معنى ذلك:
لا يستطيع الشيطان أن ينقص منه حقًا، ولا يزيد فيه باطلًا، قالوا:
والباطل هو الشيطان.
وقوله:
مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ :
من قبل الحق.
وَلا مِنْ خَلْفِهِ :
من قبل الباطل.
وقال آخرون:
معناه إن الباطل لا يطيق أن يزيد فيه شيئًا من الحروف، ولا ينقص منه شيئًا منها.
ذكر هذه الأقوال الإمام الطبري في تفسيره وعزاها إلى قائليها، ثم قال:
وَأَوْلَى الْأَقْوَالِ فِي ذَلِكَ عِنْدَنَا بِالصَّوَابِ أَنْ يُقَالَ:
مَعْنَاهُ:
لَا يَسْتَطِيعُ ذُو بَاطِلٍ بِكَيْدِهِ تَغْيِيرَهُ بِكَيْدِهِ، وَتَبْدِيلَ شَيْءٍ مِنْ مَعَانِيهِ عَمَّا هُوَ بِهِ، وَذَلِكَ هُوَ الْإِتْيَانُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، وَلَا إِلْحَاقَ مَا لَيْسَ مِنْهُ فِيهِ، وَذَلِكَ إِتْيَانُهُ مِنْ خَلْفِهِ .
اهـ.
والله أعلم.