قراءة لمدة 1 دقيقة قال تعالى: وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون. فهل يستطيع الجن التلبس في الإنسان؟ وإن كان هذا الكلام ص

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن تلبس الجن بالإنسان ثابت بنصوص الوحي، ومشاهد في واقع الناس، تجد الأدلة على ذلك في الفتوى:
، والفتوى:
، وما أحيل عليه فيهما.
فكما أن بعض الظلمة والفسقة من الإنس يتسلطون على الناس ويؤذونهم بوسائل شتى ولأغراض مختلفة، فكذلك الجن لهم في ذلك أغراض مختلفة..
.
وربما كان تلبسهم بالإنس انتقاماً من الإنسي لأنه آذاهم أو ما أشبه ذلك.
وأما كيف يحاسب الله تعالى إنسانًا أصيب بالجنون..
.
فإن المجنون لا حساب عليه، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
رفع القلم عن ثلاثة عن النائم حتى يستيقظ، وعن الصبي حتى يحتلم، وعن المجنون حتى يعقل.
رواه أحمد وأصحاب السنن.
فالتكليف مناطه العقل والاستطاعة، فقد قال الله تعالى:
لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا [البقرة:
286]، وفاقد العقل غير مستطيع، ولهذا قال أهل العلم:
إن الله تعالى إذا سلب ما وهب (العقل) أسقط ما أوجب.
وكما في الآية التي أشار إليها السائل (وأن الله ليس بظلام للعبيد)، وقال تعالى:
إِنَّ اللّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِن تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِن لَّدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا [النساء:
40].
والله أعلم.