قراءة لمدة 1 دقيقة قال تعالي في سورة الأعراف: فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين. وقال في سورة الرحمن: فيومئذ لا

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا ريب ولا شك أن الله -سبحانه- سيسأل عباده عما عملوا وفعلوا، فهو القائل:
فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ [الأعراف:
6].
وقال سبحانه:
وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ [الصافات:
24].
وقال سبحانه:
فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ*عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الحجر:
92-93].
لكن السؤال ضربان:
سؤال استعلام، وسؤال توبيخ.
وسؤال الله لخلقه يوم القيامة -قطعاً- ليس سؤال استعلام واستخبار وتثبت فيما لا يعلمه، فهذا غير جائز أن يوصف به الله -سبحانه-، فهو العليم بكل شيء، وهو الذي علم أفعال خلقه قبل كونها، وحال كونها، وبعد كونها، وإنما يسألهم سؤال توبيخ وتقريع.
وسؤال الاستخبار والاستعلام هو المنفي في قوله سبحانه:
فَيَوْمَئِذٍ لا يُسْأَلُ عَنْ ذَنْبِهِ إِنْسٌ وَلا جَانٌّ [الرحمن:
39].
وقوله سبحانه:
وَلا يُسْأَلُ عَنْ ذُنُوبِهِمُ الْمُجْرِمُونَ [القصص:
78].
فبان من ما ذكرنا أن السؤال المثبت في آية الأعراف وما شاكلها غير السؤال المنفي في القصص والرحمن ونحوها.
والله أعلم.