قراءة لمدة 1 دقيقة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قال الله تعالى: أعددت لعبادي الصالحين ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن هذه الآية لا تخص قيام الليل، بل هي تعم الأعمال الصالحة، كما يدل له قوله تعالى:
« أعددت لعبادي الصالحين ..
.
» وقد اختلف في التجافي المذكور في قوله تعالى:
تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ {السجدة:
16}.
هل يراد به قيام الليل، أم يراد به غيره من الطاعات؟
قال ابن العربي :
قوله تعالى:
{ تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا ومما رزقناهم ينفقون }.
فيها ثلاث مسائل:
المسألة الأولى:
المضاجع جمع مضجع, وهي مواضع النوم.
ويحتمل وقت الاضطجاع, ولكنه مجاز، والحقيقة أولى, وذلك كناية عن السهر في طاعة الله تعالى.
المسألة الثانية:
إلى أي طاعة الله تتجافى؟
وفيه قولان:
أحدهما:
ذكر الله .
والآخر الصلاة.
وكلاهما صحيح, إلا أن أحدهما عام, والآخر خاص.
فإن قلنا:
إن ذلك في الصلاة, فأي صلاة هي؟
في ذلك أربعة أقوال, وهي:
المسألة الثالثة:
الأول:
أنها النفل بين المغرب والعشاء.
قاله قتادة.
الثاني:
أنها العتمة.
قاله أنس، وعطاء.
الثالث:
أنها صلاة العتمة، والصبح في جماعة.
قاله أبو الدرداء.
الرابع:
أنه قيام الليل.
قاله مجاهد, والأوزاعي, ومالك.
قال ابن وهب:
هو قيام الليل بعد النوم, وذلك أثقله على الناس, ومتى كان النوم حينئذ أحب، فالصلاة حينئذ أحب وأولى .
اهـ.
والله أعلم.