قراءة لمدة 1 دقيقة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من أذلّ سلطانًا ملكه الله في الأرض، أذلّه الله في الدنيا والآخرة»

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحديث الوارد في السؤال لم نجده باللفظ المذكور، وورد بلفظ قريب منه عند الترمذي مرفوعًا:
مَنْ أَهَانَ سُلْطَانَ اللَّهِ فِي الأَرْضِ، أَهَانَهُ اللَّهُ .
وقال الترمذي :
هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ .
اهـ.
والحديث ضعّف إسناده شعيب الأرناؤوط، فقال:
إسناده ضعيف.
سعد بن أوس ضعّفه ابن معين، ووثّقه ابن حبان.
وزياد بن كسيب روى عنه اثنان، ولم يوثقه غير ابن حبان؛
فهو مجهول .
اهــ.
كما ضعّفه أيضًا الألباني أولًا في السلسلة الضعيفة، ثم حسّنه ونقله إلى السلسلة الصحيحة؛
لما رأى أن هناك شاهدًا له، وقال:
فالحديث حسن عندي .
والله أعلم .
اهــ.
كما في «سلسلة الأحاديث الصحيحة» (5/ 376).
قال السيوطي في «قوت المغتذي على جامع الترمذي » (2/ 535):
المراد منه أنَّ الله نصب السلطان ليُنَفِّذ أوامره، فإذا أكرمه الإنسان، أكرم من نصبه، فيكرمه الله، وبالعكس، وإهانته ترك أوامره في الطاعات، وإكرامه المسارعة إلى أمره في طاعة الله .
اهــ.
ويُحتمل أن يكون المراد بسلطان الله:
حجته، وبرهانه؛
لأن السلطان في اللغة الحجة، والبرهان، كما في قوله تعالى:
وَفِي مُوسَى إِذْ أَرْسَلْنَاهُ إِلَى فِرْعَوْنَ بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ {الذاريات:
38}، أي:
بحجة ظاهرة.
ومما يقوي هذا الاحتمال أنه ورد الحديث بسند ضعيف عند الطبراني في «المعجم الكبير» (11/ 114) من حديث ابن عباس مرفوعًا بلفظ:
..
وَمَنْ مَشَى إِلَى سُلْطَانِ اللهِ ليُذِلَّهُ، أَذَلَّهُ اللهُ، مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ مِنَ الْخِزْي يَوْمَ الْقِيَامَةِ، سُلْطَانُ اللهِ:
كِتَابُ اللهِ، وَسُنَّةُ نَبِيِّهِ ..
.
الحديث.
قال الهيثمي «مجمع الزوائد ومنبع الفوائد» (5/ 212):
رَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ أَبُو مُحَمَّدٍ الْجَزَرِيُّ حَمْزَةُ، وَلَمْ أَعْرِفْهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ رِجَالُ الصَّحِيحِ .
اهــ.
وقال الشيخ أبو إسحاق الحويني في كتابه:
«النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة» (1/ 104):
قلت:
أما أبو محمد الجزري، فأظنه حمزة بن أبي حمزة النصيبي، وهو تالف .
اهــ.
والله أعلم.