قراءة لمدة 1 دقيقة قرأت وسمعت عمن يدعو الله باسم: يا هوه، أو يا هويه، وهو يعتقد أنه اسم الله الأعظم. وكان يقول: يا حي ي

قرأت وسمعت عمن يدعو الله باسم: يا هوه، أو يا هويه، وهو يعتقد أنه اسم الله الأعظم. وكان يقول: يا حي ي

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فالضمير «هو» ليس من أسماء الله الحسنى، ودعاء الله تعالى بالصيغة المذكورة في السؤال، يعتبر بدعة في الدين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية :
وَالذِّكْرُ بِالِاسْمِ الْمُضْمَرِ الْمُفْرَدِ أَبْعَدُ عَنْ السُّنَّةِ، وَأَدْخَلُ فِي الْبِدْعَةِ، وَأَقْرَبُ إلَى إضْلَالِ الشَّيْطَانِ، فَإِنَّ مَنْ قَالَ:
يَا هُوَ يَا هُوَ، أَوْ:
هُوَ هُوَ، وَنَحْوَ ذَلِكَ، لَمْ يَكُنْ الضَّمِيرُ عَائِدًا إلَّا إلَى مَا يُصَوِّرُهُ قَلْبُهُ، وَالْقَلْبُ قَدْ يَهْتَدِي وَقَدْ يَضِلُّ، وَقَدْ صَنَّفَ صَاحِبُ الْفُصُوصِ كِتَابًا سَمَّاهُ «كِتَابَ الْهُوَ» وَزَعَمَ بَعْضُهُمْ أَنَّ قَوْلَهُ:
{وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ}، مَعْنَاهُ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَ هَذَا الِاسْمِ الَّذِي هُوَ «الْهُوَ» وَقِيلَ هَذَا وَإِنْ كَانَ مِمَّا اتَّفَقَ الْمُسْلِمُونَ، بَلْ الْعُقَلَاءُ عَلَى أَنَّهُ مِنْ أَبْيَنِ الْبَاطِلِ، فَقَدْ يَظُنُّ ذَلِكَ مَنْ يَظُنُّهُ مِنْ هَؤُلَاءِ، حَتَّى قُلْتُ مَرَّةً لِبَعْضِ مَنْ قَالَ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ، لَوْ كَانَ هَذَا كَمَا قُلْتَهُ لَكُتِبَتْ (وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَ هُوَ) مُنْفَصِلَةً .
اهـ.
وقال أيضا:
فَأَمَّا «الِاسْمُ الْمُفْرَدُ » مُظْهَرًا مِثْلَ:
«اللَّهُ» «اللَّهُ ».
أَوْ «مُضْمَرًا» مِثْلَ «هُوَ» «هُوَ».
فَهَذَا لَيْسَ بِمَشْرُوعِ فِي كِتَابٍ وَلَا سُنَّةٍ.
وَلَا هُوَ مَأْثُورٌ أَيْضًا عَنْ أَحَدٍ مِنْ سَلَفِ الْأُمَّةِ، وَلَا عَنْ أَعْيَانِ الْأُمَّةِ الْمُقْتَدَى بِهِمْ، وَإِنَّمَا لَهِجَ بِهِ قَوْمٌ مِنْ ضُلَّالِ الْمُتَأَخِّرِينَ ..
.
وَرُبَّمَا قَالَ بَعْضُهُمْ:
« لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ » لِلْمُؤْمِنِينَ و «اللَّهُ» لِلْعَارِفِينَ و «هُوَ» لِلْمُحَقِّقِينَ، وَرُبَّمَا اقْتَصَرَ أَحَدُهُمْ فِي خَلْوَتِهِ أَوْ فِي جَمَاعَتِهِ عَلَى «اللَّهُ، اللَّهُ، اللَّهُ» أَوْ عَلَى «هُوَ» أَوْ «يَا هُوَ» أَوْ «لَا هُوَ إلَّا هُوَ» اهـ.
والله تعالى أعلم.

مشاركة

مقترحات التعديلات

من خلال إرسال مقترحك، فإنك توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية لدينا