قراءة لمدة 1 دقيقة قول النبي صلى الله عليه وسلم: لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة. فعلى حد علمي أن الحد

قول النبي صلى الله عليه وسلم: لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة. فعلى حد علمي أن الحد

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحديث:
لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي ـ أَوْ عَلَى النَّاسِ ـ لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلَاةٍ .
حديث صحيح، بل من أصح الأحاديث، فقد اتفق على روايته الشيخان.
وقال الحافظ في التلخيص:
قال ابن منده:
وإسناده مجمع على صحته.
هـ.
وفيما إذا كان معنى هذا:
أن النبي صلى الله عليه وسلم يشرع من عند نفسه، فالجواب:
أن نعم ـ لأن الله عصمه من الخطإ في التبليغ، وأخبر أنه لا ينطق عن الهوى وأمرنا بطاعته ـ مطلقا ـ فدل هذا على أنه لا يشرع إلا ما يريده الله تعالى.
وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:
أَلَا وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلُ مَا حَرَّمَ اللَّهُ.
رواه أحمد و الترمذي وابن ماجه، وصححه الألباني .
وفي كتاب الله تعالى:
ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله .
قال شيخ الإسلام:
لا نزاع بين المسلمين أن الرسول صلى الله عليه و سلم معصوم فيما بلغه عن الله تعالى، فهو معصوم فيما شرعه للأمة بإجماع المسلمين.
هـ.
وقال القاضي عياض في الشفاء :
إن الأمة أجمعت فيما طريقه البلاغ أنه معصوم فيه من الإخبار عن شيء بخلاف ما هو عليه ـ لا قصدا ولا عمدا ولا سهوا ولا غلطا.
هـ.
قال الشيخ عطية سالم ـ رحمه الله تعالى ـ في شرح بلوغ المرام عند شرحه لحديث:
لولا أن أشق:
وهل هو الذي يأتي بالأحكام من عنده، فيشق على الناس أو يخفف؟
قالوا:
نعم، له حق التشريع مستقلاً، وهو كما وصفه سبحانه بقوله:
بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ.
{التوبة:
128 }.
ومن الأمثلة في تشريعه صلى الله عليه وسلم مع كتاب الله:
حينما بين سبحانه وتعالى المحرمات في النكاح فقال:
وَأَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ الأُخْتَيْنِ.
{ النساء:
23 }.
فأضاف إليه صلى الله عليه وسلم فقال:
لا تنكح المرأة مع عمتها ولا مع خالتها.
فالقرآن ما جاء بهذا، ولكن جاء به صلى الله عليه وسلم؛
ولذا قال تعالى:
قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي.
{ آل عمران:
31 }.
فالله أعطاه حق التشريع، قال تعالى:
وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ.
{ الحشر:
7 }.
وسواء أتانا به من عند الله أو أتانا به من عنده، فقد قال تعالى:
وَمَا يَنْطِقُ عَنْ الْهَوَى.
{النجم:
3}.
هـ.
وانظر للفائدة الفتويين رقم:
, ورقم:
.
والله أعلم.

مشاركة

مقترحات التعديلات

من خلال إرسال مقترحك، فإنك توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية لدينا