قراءة لمدة 1 دقيقة قيل عن إجلاء بني النضير في سورة الحشر: «أول الحشر»، فكيف ذلك، وقد تم إجلاء بني قينقاع قبلهم من المدي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد قيل في المراد بأول الحشر في قول الله تعالى:
هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ {الحشر:
2}، عدة أقوال:
منها:
أن المراد بأول الحشر لبني النضير، حشرهم إلى خيبر؛
لأنه سيأتيهم حشر آخر، وهو من خيبر إلى الشام، وليس المراد أنهم أول من أخرج من المدينة، قال الشوكاني في فتح القدير:
قِيلَ:
إِنَّ أَوَّلَ الْحَشْرِ إِخْرَاجُهُمْ مِنْ حُصُونِهِمْ إِلَى خَيْبَرَ، وَآخِرَ الْحَشْرِ إِخْرَاجُهُمْ مِنْ خَيْبَرَ إِلَى الشَّامِ .
اهــ.
وقيل:
إن المراد بأول الحشر أول جلاء يصيبهم هم، حيث لم يصبهم جلاء قبله، بخلاف غيرهم، قال البغوي في معالم التنزيل:
لِأَوَّلِ الْحَشْرِ، قَالَ الزُّهْرِيُّ:
كَانُوا مِنْ سِبْطٍ، لَمْ يُصِبْهُمْ جَلَاءٌ فِيمَا مَضَى .
اهــ.
وقيل إن المراد بأول الحشر:
أي:
الحشر إلى أرض الشام، التي هي أرض المحشر يوم القيامة، قال ابن عطية في المحرر الوجيز:
وقوله تعالى:
لِأَوَّلِ الْحَشْرِ.
اختلف الناس في معنى ذلك، بعد اتفاقهم على أن الْحَشْرِ:
الجمع، والتوجيه إلى ناحية ما.
فقال الحسن بن أبي الحسن، وغيره:
أراد حشر القيامة، أي:
هذا أوله، والقيام من القبور آخره، وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم:
«امضوا هذا أول الحشر، وإنا على الأثر».
وقال عكرمة، والزهري، وغيرهما:
المعنى لِأَوَّلِ موضع الْحَشْرِ، وهو الشام، وذلك أن أكثر بني النضير جاءت إلى الشام .
اهــ.
وقيل:
غير ذلك.
فأنت ترى أن الآية تحتمل كل هذه المعاني؛
فلا تُعارض بما جاء من أن بني قينقاع أول من تم إجلاؤهم من المدينة.
والله أعلم.