قراءة لمدة 1 دقيقة كنت في حالة غضب شديد، فقال لي أحد الأشخاص: توكل على الله، فقلت له وأنا غاضب: لا أريد التوكل على الله

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمثل هذه العبارة لا ريب في بشاعتها، وقد اختلف في التكفير بمثلها، ولعل المتجه هو:
أن هذه العبارة بمجردها ليست كفرا، إلا إن أريد بها الاستخفاف بعبادة التوكل، فقد ذكر الهيتمي في كتابه الإعلام بقواطع الإسلام نقلا عن بعض الحنفية:
أو قيل له:
قل:
لا إله إلا الله، فقال:
لا أقول، أو قيل له:
صلّ، قال:
لا أصلي، أو أصلي بغير طهارة، أو قيل له:
أدّ الزكاة فقال:
لا أؤدي..
.
ففي هذه المسائل قيل:
يكفر، وقيل:
لا يكفر ـ ثم عقب الهيتمي قائلا:
ويتجه في:
لا أقول ولا أصلي ولا أزكي ولا أصوم، أو الصوم يضر، ولا أحج، أنه لا كفر فيها إلا إن أراد الاستخفاف بكلمة الشهادة أو بالصلاة أو الزكاة أو الصوم أو الحج .
اهـ.
والغضب ليس رافعا للتكليف والمؤاخذة، إلا إن غُلب على عقل الشخص حتى لا يدري ما يقول، جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية:
ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الغضبان مكلف في حال غضبه، ويؤاخذ بما يصدر عنه من كفر، وقتل نفس، وأخذ مال بغير حق، وطلاق، وغير ذلك من عتاق ويمين .
اهـ.
وعلى كل حال، فالواجب عليك التوبة إلى الله جل وعلا، واستغفاره مما فُهت به، وأما الكفر:
فإن الأصل بقاء المسلم على إسلامه، ولا يزول إسلامه إلا بيقين من وقوعه في الكفر.
وانظر لمزيد بيان الفتوى رقم:
.
والله أعلم.