قراءة لمدة 1 دقيقة كيفي نستطيع أن نفرق بين الرياء وبين التحدث عن نعم الله علينا؟

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالرياء قد عرفه أهل العلم بأنه طلب ما في الدنيا من جلب منافع أو دفع ضرر أو تعظيم أو إجلال بالعبادات، والرياء ضد الإخلاص، والإخلاص:
أن تقصد بعملك وجه الله، والرياء مشتق من الرؤية وهو أن يعمل ليراه الناس، والسمعة مشتقة من السمع وهو:
أن يعمل العمل ليسمعه الناس.
وأما التحدث بنعم الله فهو من تمام شكر النعم، وقد أمر الله تعالى به نبيه صلى الله عليه وسلم في قوله جل وعلا:
وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ {الضحى:
11}، قال أهل التفسير معناها:
انشر ما أنعم به الله عليك بالشكر والثناء، فالتحدث بنعم الله تعالى والاعتراف بها شكر، والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم، والحكم عام له ولغيره.
قال ابن العربي:
إذا أصبت خيراً أو علمت خيراً فحدث به الثقة من إخوانك على سبيل الشكر لا الفخر والتعالي، وفي المسند مرفوعاً:
من لم يشكر القليل لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله والتحدث بالنعمة شكر وتركها كفر..
.
وقد تبين مما ذكر أن بين الرياء والسمعة وبين التحدث بنعم الله بونا بعيداً جداً.
والله أعلم.