قراءة لمدة 1 دقيقة كيف تبر الأرملة بزوجها المتوفى، علما بأن لديها أبناء منه؟

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فأوجه بر الأرملة بزوجها، وأولاده من بعده، كثيرة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
ـ الإحداد فترة عدة الوفاة.
وهذا حق واجب على الأرملة؛
وانظري تفصيل أحكام الإحداد، والعدة في الفتاوى التالية أرقامها:
، ، ـ المبادرة بقضاء ما عليه من حقوق لله كالحج، والكفارات، وللعباد كالديون، ورد الأمانات؛
لأن حقوق الآدميين، وحق الله سابقة على حق الورثة، فإن الميت يعذب بدينه في قبره.
ـ حسن رعاية أبنائه، وتنشئتهم على الدين والأخلاق الفاضلة.
وهذا يدخل ضمن قيامها بواجب حضانتهم، ورعايتهم، وتأديبهم؛
لقول الله تعالى:
وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ {الطور:
21}.
وتنظر الفتوى رقم:
.
ـ الدعاء له، وترك النياحة عليه.
فإن الميت ينتفع بدعاء الحي، ويتأذى بالنياحة عليه على التفصيل المذكور في الفتوى رقم:
.
ـ الإكثار من الأعمال الصالحة التي علمكِ إياها، وعلمها أبناءه، فإنها تدخل في ميزان حسناته؛
لما روى مسلم من حديث أبي هريرة- رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
مَنْ دَعَا إِلَى هُدًى، كَانَ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ مِثْلُ أُجُورِ مَنْ تَبِعَهُ، لَا يَنْقُصُ ذَلِكَ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا.
ـ دعوة أولاده لبره بعد موته، وإعانتهم على ذلك، فإن بر الأولاد لا ينقطع بموت الآباء؛
وانظري في صور بر الأولاد بالآباء بعد الوفاة الفتويين التاليتين :
، .
ـ صلة أرحامه لاسيما نساء الدرجة الأولى كأمه، وأخواته؛
لما في صحيح البخاري عن عائشة- رضي الله عنها-، قالت:
استأذنت هالة بنت خويلد - أخت خديجة- على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعرف استئذان خديجة، فارتاع لذلك، فقال:
«اللهم هالة ».
قالت:
فغرتُ.
فانظري حسن العهد، وصدق الحب على أكمل وجه وأتمه.
وراجعي للفائدة الفتويين:
، .
ـ إهداء ثواب الأعمال الصالحة إليه كالصدقة وغيرها، كما بيناه في الفتوى رقم:
.
ـ الكف عن ذكر مساوئ الميت، وعن سبه؛
لما في المسند، وصحيح البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لا تسبوا الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدموا.
والله أعلم.