قراءة لمدة 1 دقيقة كيف نجمع بين قول الله تعالى: {الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس}

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ذكرتَ أن المس يأتي بمعنى الجنون، وعلى هذا المعنى فلا تعارض أصلًا، وكلمة المس، واللمس، استعملت في القرآن بمعنى الجماع، وليس هو مسًّا خارجيًا مجردًا، وراجع الفتوى رقم:
.
وعلى هذا فلا تعارض بين الآية، والحديث؛
لأن المس ليس قاصرًا على ما ذكرت آخرًا، بل هناك علاقة بين المعنيين؛
قال القاسمي :
وأصل المس باليد، ثم استعير للجنون؛
لأن الشيطان يمسه فيجنه .
على أن من أهل العلم من يحمل الحديث على أنه مجاز عن الوسوسة، وإن كان القول الأول أصح؛
قال ابن عاشور :
وَالْمَسُّ فِي الْأَصْلِ هُوَ اللَّمْسُ بِالْيَدِ، كَقَوْلِهَا:
«الْمَسُّ مَسُّ أَرْنَبٍ» - جزء من حديث أم زرع، وهو في الصحيحين - وَهُوَ إِذَا أُطْلِقَ مُعَرَّفًا بِدُونِ عَهْدِ مَسٍّ مَعْرُوفٍ دَلَّ عِنْدَهُمْ عَلَى مَسِّ الْجِنِّ، فَيَقُولُونَ:
رَجُلٌ مَمْسُوسٌ، أَيْ مَجْنُونٌ، وَإِنَّمَا احْتِيجَ إِلَى زِيَادَةِ قَوْلِهِ:
مِنَ الْمَسِّ؛
لِيَظْهَرَ الْمُرَادُ مِنْ تَخَبُّطِ الشَّيْطَانِ، فَلَا يُظَنُّ أَنَّهُ تَخَبُّطٌ مَجَازِيٌّ بِمَعْنَى الْوَسْوَسَةِ، وَ(مِنْ) ابتدائية مُتَعَلقَة بيتخبّطه لَا مَحَالَةَ .
وراجع ذلك في الفتوى رقم:
حول معنى حديث:
إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم .
وراجع للفائدة الفتوى رقم:
، وتوابعها.
والله أعلم.