قراءة لمدة 1 دقيقة كيف نوازن بين آية: وأما بنعمة ربك فحدث - وبين: لا تقصص رؤياك على إخوتك ـ وبين: لا تدخلوا من باب واحد

كيف نوازن بين آية: وأما بنعمة ربك فحدث - وبين: لا تقصص رؤياك على إخوتك ـ وبين: لا تدخلوا من باب واحد

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقول الله تبارك وتعالى:
وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ {الضحى:
11} فيه الأمر بالتحدث بنعم الله تعالى، والاعتراف بها، شكرانا لله تعالى، وهذا مطلب شرعي، فقد روى الإمام أحمد، و الطبراني، وغيرهما مرفوعا:
التحدث بنعمة الله شكر، وتركها كفر ..
والحديث حسنه الألباني.
وقال ابن العربي :
إذا أصبت خيراً، أو علمت خيراً، فحدث به الثقة من إخوانك، على سبيل الشكر، لا الفخر والتعالي، وفي المسند مرفوعاً:
من لم يشكر القليل، لم يشكر الكثير، ومن لم يشكر الناس، لم يشكر الله، والتحدث بالنعمة شكر، وتركها كفر ..
.
اهـ.
وأما آية سورة يوسف:
فتحمل على مشروعية عدم التحدث بها عند من يخشى منه الضرر، فيشرع كتم النعم عنه خشية كيده، وإصابته بالعين، فقد جاء في أحكام القرآن ل لجصاص -4/ 380:
قوله تعالى:
لا تقصص رؤياك على إخوتك فيكيدوا لك كيدا ـ علم أنه إن قصها عليهم حسدوه، وطلبوا كيده، وهو أصل في جواز ترك إظهار النعمة، وكتمانه عند من يخشى حسده، وكيده، وإن كان الله قد أمر بإظهاره، بقوله تعالى:
وأما بنعمة ربك فحدث .
اهـ.
وجاء في تفسير القرطبي -9/ 126:
وفي هذه الآية دليل على أنه يباح أن يحذر المسلم أخاه المسلم ممن يخافه عليه، ولا يكون داخلا في معنى الغيبة، لأن يعقوب -عليه السلام- قد حذر يوسف أن يقص رؤياه على إخوته فيكيدوا له، وفيها ما يدل على جواز ترك إظهار النعمة عند من تخشى غائلته حسدا وكيدا، وقال النبي صلى الله عليه وسلم:
استعينوا على إنجاح حوائجكم بالكتمان، فإن كل ذي نعمة محسود ..
..
.
اهـ.
والله أعلم.

مشاركة

مقترحات التعديلات

من خلال إرسال مقترحك، فإنك توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية لدينا