قراءة لمدة 1 دقيقة كيف نوفق بين حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: أجملوا في الطلب ـ وبين ما ذكر في شأن نبي الله موسى،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا تعارض بين ما ذكر، وقد وردت النصوص بالأمر بسؤال الله الحوائج، حتى شسع النعل، إذا انقطع، فإنه إن لم ييسره لم يتيسر، وأما الإجمال في الطلب:
فمعناه:
أن تطلب الرزق طلباً جميلاً، فتطلبه من حله، بدون حرصٍ، ولا تهافتٍ، وليس معناه ـ كما فهمته ـ أن تسأل سؤالاً مجملاً، غير مفصلٍ.
قال المناوي في شرح قوله:
وأجملوا في الطلب:
فاتقوا الله ـ أي ثقوا بضمانه، لكنه أمرنا تعبداً بطلبه من حله، فلهذا قال:
وأجملوا في الطلب ـ بأن تطلبوه بالطرق الجميلة المحللة، بغير كدٍ، ولا حرصٍ، ولا تهافتٍ على الحرام، والشبهات .
انتهى.
وقال القاري :
وَأَجْمِلُوا ـ أَيْ:
مِنَ الْإِجْمَالِ، أَيْ:
وَأَحْسِنُوا:
فِي الطَّلَبِ ـ أَيْ:
فِي تَحْصِيلِ الرِّزْقِ، وَلَا تُبَالِغُوا فِي طَلَبِهِ، فَإِنَّكُمْ غَيْرُ مُكَلَّفِينَ بِطَلَبِ الرِّزْقِ، قَالَ تَعَالَى:
وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ {الذاريات:
56 - 58} وَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ:
وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ وَالْعَاقِبَةُ لِلتَّقْوَى {طه:
132} فَالْأَمْرُ لِلْإِبَاحَةِ، أَوِ الْمَعْنَى:
اطْلُبُوا مِنَ الْحَلَالِ، فَالْأَمْرُ لِلْوُجُوبِ .
انتهى.
وإذا علمت أن الأمر بالإجمال معناه:
الإحسان في الطلب ـ وليس كما توهمته في معناه ـ زال عنك الإشكال، والحمد لله.
والله أعلم.