قراءة لمدة 1 دقيقة كيف يكون العبد موفقا مع بيان أسباب التوفيق؟ وشكرا.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمعنى التوفيق يدور حول إلهام الخير، وتيسيره؛
جاء في لسان العرب:
ووَفَّقه اللَّهُ سُبْحَانَهُ لِلْخَيْرِ:
أَلهمه وَهُوَ مِنَ التَّوْفيق ، وجاء في المعجم الوسيط:
(التَّوْفِيق) من الله للْعَبد سد طَرِيق الشَّرّ وتسهيل طَرِيق الْخَيْر .
انتهى.
وقد يكون قصدك بالتوفيق أعم من ذلك أو بما يشمل التوفيق لخيري الدنيا والآخرة.
وطريق التوفيق في الدارين بينه الله في القرآن بيانا شافيا؛
فقال:
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {النحل:
97}، قال ابن كثير :
هذا وعد من الله تعالى لمن عمل صالحا ـ وهو العمل المتابع لكتاب الله تعالى وسنة نبيه من ذكر أو أنثى من بني آدم، وقلبه مؤمن بالله ورسوله، وإن هذا العمل المأمور به مشروع من عند الله ـ بأن يحييه الله حياة طيبة في الدنيا، وأن يجزيه بأحسن ما عمله في الدار الآخرة .
والحياة الطيبة تشمل وجوه الراحة من أي جهة كانت، وقد روي عن ابن عباس وجماعة أنهم فسروها بالرزق الحلال الطيب.
وعن علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ أنه فسرها بالقناعة، وكذا قال ابن عباس، وعكرمة، ووهب بن منبه.
وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عباس:
أنها السعادة.
وقال الحسن، ومجاهد، وقتادة:
لا يطيب لأحد حياة إلا في الجنة.
وقال الضحاك:
هي الرزق الحلال والعبادة في الدنيا، وقال الضحاك أيضا:
هي العمل بالطاعة والانشراح بها.
والصحيح أن الحياة الطيبة تشمل هذا كله .
انتهى.
فأساس التوفيق عمل الصالحات، ويعين العبد على ذلك التضرع، والافتقار إلى الله، والاستعانة به على طاعته؛
كما علمنا سبحانه في قوله تعالى:
إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ {الفاتحة:
5}، ومما ينفع في هذا المقام الدعاء بوصية النّبيّ صَلَى اللّه عليه وسَلّم لمعاذ ـ رضي الله عنه ـ حين قال:
أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ:
اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِك َ.
رواه أحمد و أبو داود , وصححه الألباني .
وراجع في بعض الأسباب الأخرى للتوفيق الفتويين التالية أرقامهما:
، .
وراجع مقالة:
الإنسان بين التوفيق والخذلان د.
أحمد عبد المجيد مكي بقسم المقالات بموقعنا على الرابط التالي:
والله أعلم.