قراءة لمدة 1 دقيقة لدي سؤال يراودني: رجل زنا وتاب، ورجل صبر وتحمل المشقة لكي لا يزني، فهل يجزي الله الرجل الذي لم يقم ب

لدي سؤال يراودني: رجل زنا وتاب، ورجل صبر وتحمل المشقة لكي لا يزني، فهل يجزي الله الرجل الذي لم يقم ب

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فلا شك أن من صبر عن معصية الله تعالى ابتغاء وجهه ـ سواء كانت زنا أو غيره ـ لا شك أن الله يثيبه، لكونه عمل عملا صالحا، وقد جاء في صحيح البخاري عن أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضي الله عنه ـ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال:
يَقُولُ اللَّهُ:
إِذَا أَرَادَ عَبْدِي أَنْ يَعْمَلَ سَيِّئَةً فَلَا تَكْتُبُوهَا عَلَيْهِ حَتَّى يَعْمَلَهَا، فَإِنْ عَمِلَهَا فَاكْتُبُوهَا بِمِثْلِهَا، وَإِنْ تَرَكَهَا مِنْ أَجْلِي فَاكْتُبُوهَا لَهُ حَسَنَةً ..
.
قال الحافظ في الفتح:
تَرْك الْمَعْصِيَة كَفٌّ عَنْ الشَّرّ، وَالْكَفّ عَنْ الشَّرّ خَيْر .
اهـ.
وقد قال تعالى:
فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ {الزلزلة:
7}.
وأثنى سبحانه في كتابه على الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش، وأخبر أن ما عنده لهم من الثواب خير وأبقى، فقال:
وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى لِلَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ {الشورى:
36 ـ 37}.
قال الشوكاني في فتح القدير:
والمعنى:
أن ما عند الله خير وأبقى للذين آمنوا وللذين يجتنبون, والمراد بكبائر الإثم:
الكبائر من الذنوب ..
.
اهـ.
وبشرهم أيضا في سورة النساء بأنه يكفر عنهم سيئاتهم ويدخلهم الجنة، فقال:
إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُمْ مُّدْخَلاً كَرِيماً {النساء:
31}.
فمن ترك الزنا ابتغاء مرضاة الله تعالى فهو موعود بهذا الثواب العظيم.
والله أعلم.

مشاركة

مقترحات التعديلات

من خلال إرسال مقترحك، فإنك توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية لدينا