قراءة لمدة 1 دقيقة لدي مشكلة أعاني منها منذ زمن وهي فيما يتعلق بعقوق الوالدين: وسؤالي هو : إن كان الوالدان يتسببان في ع

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقبل الجواب عما سألت عنه، نريد أولا أن ننبهك إلى أن قولك:
..
.
«وأعتبر بقية الخلق همجا لا خير فيهم»، ليس مما يليق بالمسلم قوله؛
فقد ورد أن رؤية الفضل على الغير لا تجوز.
قال الشيخ الأخضري :
ويحرم عليه الكذب والغيبة والنميمة والكبر والعجب والرياء والسمعة والحسد والبغض ورؤية الفضل على الغير..
.
إلخ.
وفيما يخص موضوع سؤالك، فليس من شك في أن ما ذكرته عن والديك من تحريضهما على ما لا يرضي الله ورسوله، ومن وقاحة وتسلط وتجبر وكبرياء وطمع..
.
وما ذكرته عن المجتمع من انحراف في الأخلاق، وعدم إحلال ما أحل الله ورسوله، وعدم تحريم ما حرم الله ورسوله..
.
وانتهاك وعدم مبالاة، وكثرة فسق وسوء خلق..
.
هي جميعها أمور بعيدة عن الدين.
ومع هذا فالواجب أن تعلم أن لوالديك عليك حقا لا يسقط ولو كانا مشركين، وأحرى إذا كانا داخلين في جملة المسلمين.
قال تعالى:
ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن وفصاله في عامين أن اشكرلي ولوالديك إلي المصير* وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفا واتبع سبيل من أناب إلي.
[لقمان:
14-15].
وحذر النبي صلى الله عليه وسلم من عقوق الوالدين أشد تحذير حيث قال:
«ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟
ثلاثا، قلنا:
بلى يا رسول الله، قال:
»الإشراك بالله، وعقوق الوالدين« وكان متكئا فجلس فقال:
»ألا وقول الزور وشهادة الزور".
فما زال يكررها حتى قلنا:
ليته سكت.
والحديث متفق عليه.
فالواجب -إذا- هو أن تبر بوالديك وتحترمهما، وتصاحبهما بالمعروف، وأن لا تطيعهما إذا أمراك بما لا يرضي الله.
والله أعلم.