قراءة لمدة 1 دقيقة لي زميل عمل نصراني، وله أولاد ذكور يتخاصمون، ويدعونني للإصلاح بينهم، فهل أجيب دعوتهم؟ وجزاكم الله خي

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا حرج عليك -إن شاء الله- في السعي في الإصلاح بين هذين الأخوين المتخاصمين، ولو لم يكونا مسلمين؛
ففي سبل السلام للصنعاني عند شرحه للحديث:
الصُّلْحُ جَائِزٌ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ، إلَّا صُلْحًا حَرَّمَ حَلَالًا، أَوْ أَحَلَّ حَرَامًا، وَالْمُسْلِمُونَ عَلَى شُرُوطِهِمْ، إلَّا شَرْطًا حَرَّمَ حَلَالًا، أَوْ أَحَلَّ حَرَامًا .
رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ ، وَصَحَّحَهُ.
قال:
وَهُوَ جَائِزٌ أَيْضًا بَيْنَ غَيْرِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ الْكُفَّارِ، فَتُعْتَبَرُ أَحْكَامُ الصُّلْحِ بَيْنَهُمْ، وَإِنَّمَا خُصَّ الْمُسْلِمُونَ بِالذِّكْرِ، لِأَنَّهُمْ الْمُعْتَبَرُونَ فِي الْخِطَابِ، الْمُنْقَادُونَ لِأَحْكَامِ السُّنَّةِ وَالْكِتَابِ..
.
انتهى.
بل إن الشرع قد رخص في الإحسان للكافرين، ما داموا مسالمين للمسلمين، كما قال تعالى:
لَا يَنْهَاكُمُ اللهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ {الممتحنة:
8}.
هذا، بالإضافة إلى أن الآية التي حثت على الإصلاح جاءت على وجه العموم، قال سبحانه:
لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللهِ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا {النساء:
114}.
قال الشيخ ابن عثيمين في تفسيره:
وقوله:
بَيْنَ النَّاسِ ـ يشمل المسلمين، وغير المسلمين، فالإصلاح بين الناس خير، سواء أصلحتَ بين مسلمين، أو بين كفار، أو بين مسلمين وكفار.
من أين أخذ العموم؟
من قوله:
النَّاسِ .
انتهى.
وثبت في صحيح مسلم عن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط -رضي الله عنها- قالت:
سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهو يقول:
ليس الكذاب الذي يصلح بين الناس، ويقول خيرا، وينمي خيرا .
والله أعلم.