قراءة لمدة 1 دقيقة لي صديقة حصل أن حصل عراك كبير بين أهلها وعائلتهم ككل اعتدوا عليهم وكانوا يضمرون لهم كل الشر حتى آذوه

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رجلاً قال:
يا رسول الله، إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويسيئون إلي، وأحلم عنهم ويجهلون علي، فقال:
«لئن كنت كما قلت، فكأنما تسفهم المل، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك».
والمل والملة:
الرماد الحار.
وفي صحيح البخاري عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها».
فهذان الحديثان يدلان على أن الأرحام توصل، وإن قطعوا، وأن في ذلك أجر للواصل عند الله تعالى، وليس في ذلك مذلة ولا إهانة لكرامته، بل إن فعل ذلك تواضعاً لله تعالى، وابتغاء للمثوبة عنده، فسيكون ذلك رفعاً لقدره عند الله وعند الناس، فقد ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
«ما نقصت صدقة من مال، وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزاً، وما تواضع أحد لله إلا رفعه».
ولعلكم إن استمررتم في دفع إساءة أرحامكم بالإحسان إليهم وصلة رحمهم يشرح الله صدورهم للحق، فيتركوا مقاطعتكم ويتحولوا فجأة من أعداء إلى أصدقاء، فقد قال تعالى:
(ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ) [فصلت:
34].
وعليكم أن تبينوا لهم بحكمة خطورة قطيعة الرحم بما ورد في ذلك من القرآن والسنة.
والله أعلم.