قراءة لمدة 1 دقيقة لي صديق يشتغل معي وكان قد بينت له سابقا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم أن من قال لأخيه أنت كافر ف

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحديث الذي أشرت إليه أخرجه البخاري ومسلم عن ابن عمر بلفظ:
أيما رجل قال لأخيه:
يا كافر، فقد باء بها أحدهما .
وزاد مسلم في رواية:
إن كان كما قال؛
وإلا رجعت عليه .
وفي لفظ آخر عند مسلم :
إذا كفر الرجل أخاه فقد باء بها أحدهما .
وقد نص أهل العلم أن لفظة الكفر في الحديث محمولة على الكفر الأصغر، واستدلوا بحديث ثابت بن الضحاك عند البخاري قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ولعن المؤمن كقتله، ومن رمى مؤمناً بالكفر فهو كقتله .
والقتل ليس كفراً، وقد شبه به تكفير المؤمن.
راجع الفصل لابن حزم .
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الاستقامة:
فقد سماه أخا حين القول، وقد قال:
فقد باء بها.
فلو خرج أحدهما عن الإسلام بالكلية لم يكن أخاه .
انتهى.
قال ابن قدامة في المغني:
هذه الأحاديث على وجه التغليظ والتشبيه بالكفار لا على وجه الحقيقة.
انتهى، هذا عن معنى الحديث والمراد بالكفر فيه.
وننصح لهذا الأخ:
بالتوبة النصوح والحذر من مكر الله تعالى، قال الله تعالى:
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ {الأنفال:
24}.
فإياك والاستهزاء بحدود الله أو تكفير المؤمنين، وأمسك عليك لسانك، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
من ضمن لي ما بين لحييه ورجليه أضمن له الجنة .
رواه الطبراني وصححه الألباني ، وقال صلى الله عليه وسلم:
وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم .
رواه أحمد والترمذي عن معاذ وقال حسن صحيح.
والله أعلم.