قراءة لمدة 1 دقيقة لي طفل يبلغ من العمر 11 عاما يدرس في الصف السادس الابتدائي وألاحظ عليه اختلافا مستمرا في سلوكه اليوم

لي طفل يبلغ من العمر 11 عاما يدرس في الصف السادس الابتدائي وألاحظ عليه اختلافا مستمرا في سلوكه اليوم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الطفل -ولدا كان أو بنتاً- يحتاج في هذه المرحلة التي ذكرت إلى رعاية لأنه دخل أو قارب سن المراهقة، ولأن مستوى الدروس عليه قد ارتفع، وعليك أن تبحث عن السبب الذي جعل مستوى ابنك يتدنى، فإذا عرفت السبب فقد عرفت علاجه.
وقد ذكرت أنه كان متفوقاً في دراسته فلعلك أعجبت به فأعطيته من المديح والإطراء أكثر من الحاجة فأعجب بنفسه وأصابه الغرور، أو لعلك قصرت أو أهملت مذاكرته وتقويم سلوكه اتكالا على أنه أصبح قائماً بنفسه فنتج عن ذلك التكاسل والإهمال، ولاننس كثرة الاستغراق أمام التلفاز والكمبيوتر والإنترنت وأصدقاء السوء، كل هذه أوغيرها احتمالات يمكن أن تكون هي السبب بالإضافة إلى ما أشرت إليه وهو سن المراهقة.
وعلى كل حال فعليك أن تقترب منه وتشعره بالأهمية، واحرص في الوقت نفسه على مذاكرة دروسه وضع له برنامجاً محددا يسير عليه بحيث لايطغى وقت اللعب أو النوم على وقت الدراسة، ولا تحرمه من للعب والاستجمام، ولا تستبعد الاحتمال الذي أشرت إليه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن العين لتدخل الرجل القبر، والجمل القدر.
رواه أبو نعيم في الحلية من حديث جابر.
وقد أخرج الإمام مالك في الموطأ :
أن رجلا أصاب سهل بن حنيف رضي الله عنه بالعين، فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يغتسل له.
وعن ابن عباس في تفسير قوله تعالى حكاية عن يعقوب وأبنائه عليهم السلام:
وَقَالَ يَا بَنِيَّ لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِد [يوسف] أنه خشي عليهم العين/القرطبي.
وكان صلى الله عليه وسلم يتعوذ منها بقوله:
أعوذ بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة.
/القرطبي.
والخلاصة أن عليك -أخي الكريم- أن تبحث عن السبب الذي جعل الولد يتخلف فإذا عرفته فالعلاج سهل إن شاء الله تعالى، ونسأل الله لنا ولك التوفيق.
والله أعلم.

مشاركة

مقترحات التعديلات

من خلال إرسال مقترحك، فإنك توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية لدينا