قراءة لمدة 1 دقيقة ما أنواع (ما) في: قدر الله و ما شاء فعل، الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا، أحيني ما كانت الحياة خ

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كلمة «ما» من أكثر ألفاظ اللغة العربية تشعبا، كما بين ذلك أهل اللغة وأهل الأصول..
في محله.
قال السيوطي في الكوكب الساطع:
« ما» اسما أتت موصولة، ونكره موصوفة، وذا تعجب تره والشرط، الاستفهام، والحرفيةْ نفي، زيادة، ومصدريةْ و«ما» في قوله صلى الله عليه وسلم :
..
قدر الله وما شاء فعل.
موصولة بمعنى:
الذي.
أي ويفعل الذي شاء، وفي قوله صلى الله عليه وسلم:
بعد ما أماتنا.
الظاهر أنها مصدرية أي بعد إماتته لنا.
وفي قوله:
ما كانت الحياة خيرا لي.
الظاهر أنها ظرفية أي أحييني المدة التي الحياة فيها خير لي.
وفي قوله تعالى:
وَاللَّهُ خَلَقَكُمْ وَمَا تَعْمَلُونَ (الصافت:
96).
مصدرية، أي خلقكم وعملكم، أو موصولة، أي خلقكم وخلق الشيء الذي تعملونه.
قال الطبري في التفسير:
وفي قوله:
وما تعملون وجهان:
أحدهما:
أن يكون قوله ما بمعنى المصدر، فيكون معنى الكلام حينئذ:
والله خلقكم وعملكم.
والآخر أن يكون بمعنى الذي، فيكون معنى الكلام عند ذلك:
والله خلقكم والذي تعملونه:
أي والذي تعملون منه الأصنام.
وفي قوله:
ما أصبح بي من نعمة ..
" الظاهر أنها موصولة أي الذي حصل لي في الصباح من النعم فمنك.
قال الملا قاري في شرح مشكاة المصابيح:
أي حصل لي في الصباح من نعمة دنيوية أو أخروية ظاهرة أو باطنة أو بأحد من خلقك..
وفي قوله تعالى:
مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (الذاريات:
57).
نافية، أي أنه- سبحانه وتعالى- لا يريد من خلقه منفعة.
قال الشوكاني في تفسيره:
هذه الجملة فيها بيان استغنائه سبحانه عن عباده، وأنه لا يريد منهم منفعة كما تريده السادة من عبيدهم.
والله أعلم.