قراءة لمدة 1 دقيقة ما الأصل في مثل قوله عليه الصلاة والسلام إعرابا: «ما من أمتي أحد إلا وأنا أعرفه يوم القيامة»، والمرا

ما الأصل في مثل قوله عليه الصلاة والسلام إعرابا: «ما من أمتي أحد إلا وأنا أعرفه يوم القيامة»، والمرا

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد جاء في مسند الإمام أحمد عن أبي أمامة قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما من أمتي أحد إلا وأنا أعرفه يوم القيامة.
قالوا:
يا رسول الله، من رأيت ومن لم تر؟
قال:
من رأيت ومن لم أر، غرا محجلين من آثار الطهور.
قال الهيثمي في مجمع الزوائد:
رجاله موثقون.
وأما من حيث الإعراب فإن (ما):
في حديث المسند نافية، و(من):
حرف جر، و(أمتي):
مجرور بمن، و(من):
ليست زائدة هنا، وإنما هي للتبعيض أو البيان، و(أحد):
مرفوع بالابتداء، و(إلا):
أداة حصر، وجملة:
(وأنا أعرفه):
خبر.
ويحتمل أن تكون الواو زائدة، ويدل له سقوطها في المسند من حديث عبد الله بن بسر المازني ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
ما من أمتي من أحد إلا أنا أعرفه يوم القيامة.
وزيادة الواو في هذا السياق مختلف فيها بين النحاة، فقد ذهب الجمهور إلى أنها زائدة، وجوز الأخفش و ابن مالك ورودها مع الخبر، إذا كان جملة مصدرة بإلا، وتابعهما العلامة المختار ابن بونه الشنقيطي في توشيحه لألفية ابن مالك فقال في الكلام على ليس:
وقرنوا بالواو معها خبرا إن كان جملة بإلا حصرا وكان مع نفي كذا وربما بجملة الأخبار ذا لها انتمى.
اهـ.
وقال السيوطي في همع الهوامع في شرح جمع الجوامع:
ذهب الأخفش وابن مالك إلى جواز دخول الواو على خبر ليس، وكان المنفية إذا كان جملة بعد إلا، كقوله:
ليس شيء إلا وفيه إذا ما قابلته عين البصير اعتبار وقوله:
ما كان من بشر إلا وميتته محتومة، لكن الآجال تختلف وقوله:
إذا ما ستور البيت أرخين لم يكن سراج لنا إلا ووجهك أنور.
والجمهور أنكروا ذلك، وأوَّلوا الأول والثاني على حذف الخبر ضرورة، أو على زيادة الواو، وقالوا:
الخبر في الثالث لنا.
اهـ.
وقال الصبان في حاشيته على شرح الأشموني لألفية ابن مالك :
وتختص ليس بجواز اقتران خبرها بواو إن كان جملة موجبة بإلا كقوله:
ليس شيء إلا وفيه إذا ما قابلته عين البصير اعتبار.
ومنع بعضهم ذلك، وتأول البيت إما على حذف الخبر والجملة حال، أو على زيادة الواو ..
.
اهـ.
و(ما) في أثر سعيد بن المسيب نافية، و(من) حرف جر زائد للتوكيد والاستغراق، و(شيء):
مجرور لفظا مرفوع بالابتداء محلا، وإلا أداة حصر، والجملة الواقعة بعدها في محل رفع خبر المبتدأ، وفيها ما تقدم في إعراب حديث المسند.
وأما ما جاء في الزهد الكبير ل لبيهقي عن حاتم الأصم أنه كان يقول:
«ما من صباح إلا والشيطان يقول لي:
ما تأكل وما تلبس وأين تسكن؟
فأقول:
آكل الموت، وألبس الكفن، وأسكن القبر» فيعرب كما يعرب أثر سعيد بن المسيب .
والله أعلم.

مشاركة

مقترحات التعديلات

من خلال إرسال مقترحك، فإنك توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية لدينا