قراءة لمدة 1 دقيقة ما الحكمة من عدم ذكر نوع العذاب الذي نزل بمن كذَّب بالمائدة، في قوله تعالى: فمن يكفر بعد منكم فإني أ

ما الحكمة من عدم ذكر نوع العذاب الذي نزل بمن كذَّب بالمائدة، في قوله تعالى: فمن يكفر بعد منكم فإني أ

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد اختلف المفسرون هل نزلت المائدة أم لم تنزل، واختلف القائلون بنزول بالمائدة في نوع العذاب الذي نزل بمن كفر بها.
جاء في زاد المسير لابن الجوزي :
واختلف العلماء:
هل نزلت أم لا؟
على قولين:
أحدهما:
أنها نزلت، قاله الجمهور.
والقول الثاني:
أنها لم تنزل، روى قتادة عن الحسن أن المائدة لم تنزل؛
لأنه لما قال الله تعالى:
فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين.
قالوا:
لا حاجة لنا فيها.
وروى ليث عن مجاهد قال:
هذا مثل ضربه الله تعالى لخلقه، لينهاهم عن مسألة الآيات لأنبيائه، ولم ينزل عليهم شيء.
والأول أصح.
وفي العذاب المذكور قولان:
أحدهما:
أنه المسخ.
والثاني:
جنس من العذاب لم يعذب به أحد سواهم.
قال الزجاج:
ويجوز أن يعجل لهم في الدنيا، ويجوز أن يكون في الآخرة.
وفي «العالمين» قولان:
أحدهما:
أنه عام.
والثاني:
عالمو زمانهم .
اهـ.
وأما نكتة إبهام العذاب في الآية الكريمة:
فلم نقف على كلام للمفسرين فيه، لكن من أغراض الإبهام التهويل والتعظيم، لتذهب النفوس كل مذهب ممكن في تفسير المبهم.
قال ابن عاشور في قوله تعالى:
سَيَجْزِيهِمْ بِمَا كَانُوا يَفْتَرُونَ {الأنعام:
138}:
وقد أبهم الجزاء للتهويل؛
لتذهب النفوس كل مذهب ممكن في أنواع الجزاء على الإثم .
اهـ.
وقال ابن عاشور أيضا في قوله سبحانه:
فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ {التوبة:
24}:
والأمر:
اسم مبهم بمعنى الشيء والشأن، والمقصود من هذا الإبهام التهويل؛
لتذهب نفوس المهددين كل مذهب محتمل، فأمر الله:
يحتمل أن يكون العذاب، أو القتل، أو نحوهما .
اهـ.
والله أعلم.

مشاركة

مقترحات التعديلات

من خلال إرسال مقترحك، فإنك توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية لدينا