قراءة لمدة 1 دقيقة ما الدليل على أن الإخوة من الأم والنساء ليسوا من العاقلة؟.

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فالأدلة المتفق عليها هي الكتاب والسنة والإجماع, وقد دلت السنة والإجماع على أن العاقلة هم العصبة وعلى عدم دخول الإخوة من الأم والنساء في العاقلة, أما السنة:
ففي حديث أَبِي هُرَيْرَةَ ـ رضي الله عنه ـ قَالَ:
قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي جَنِينِ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي لَحْيَانَ سَقَطَ مَيِّتًا بِغُرَّةٍ ـ عَبْدٍ أَوْ أَمَةٍ ـ ثُمَّ إِنَّ الْمَرْأَةَ الَّتِي قَضَى لَهَا بِالْغُرَّةِ تُوُفِّيَتْ، فَقَضَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَنَّ مِيرَاثَهَا لِبَنِيهَا وَزَوْجِهَا، وَأَنَّ الْعَقْلَ عَلَى عَصَبَتِهَا.
متفق عليه.
والشاهد أنه جعل العقل ـ أي الدية ـ على عصبتها, قال الحافظ في الفتح نقلا عن ابن بطال :
وَلِذَلِكَ لَا يَعْقِل الْإِخْوَة مِنْ الْأُمّ قَالَ:
وَمُقْتَضَى الْخَبَر أَنَّ مَنْ يَرِثهَا لَا يَعْقِل عَنْهَا إِذَا لَمْ يَكُنْ مِنْ عَصَبَتهَا، وَهُوَ مُتَّفَق عَلَيْهِ بَيْن الْعُلَمَاء .
اهـ.
ومن المعلوم أن الإخوة من الأم ليسوا من العصبة, ولا يوجد من النساء عاصبة أيضا إلا المعتقة.
وأما دليل الإجماع على عدم دخول الإخوة من الأم في العاقلة:
فقول الحافظ آنفا:
وهذا متفق عليه ـ أي في كون الوارث غير العاصب ليس من العاقلة، وأيضا نقل ابن قدامة في المغني الاتفاق عليه فقال:
وَلَا خِلَافَ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ فِي أَنَّ الْعَاقِلَةَ الْعَصَبَاتُ، وَأَنَّ غَيْرَهُمْ مِنْ الْإِخْوَةِ مِنْ الْأُمِّ، وَسَائِرِ ذَوِي الْأَرْحَامِ، وَالزَّوْجِ، وَكُلِّ مَنْ عَدَا الْعَصَبَاتِ، لَيْسَ هُمْ مِنْ الْعَاقِلَةِ .
اهـ.
ودل الإجماع أيضا على أنه لا دخل للنساء في العاقلة, قال ابن قدامة في المغني:
قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ:
أَجْمَعَ كُلُّ مَنْ نَحْفَظُ عَنْهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى أَنَّ الْمَرْأَةَ وَالصَّبِيَّ الَّذِي لَمْ يَبْلُغْ لَا يَعْقِلَانِ مَعَ الْعَاقِلَةِ..
..
وَأَمَّا الصَّبِيُّ وَالْمَجْنُونُ وَالْمَرْأَةُ:
فَلَا يَحْمِلُونَ مِنْهَا لِأَنَّ فِيهَا مَعْنَى التَّنَاصُرِ، وَلَيْسَ هُمْ مِنْ أَهْلِ النُّصْرَةِ .
اهـ.
والله أعلم.