قراءة لمدة 1 دقيقة ما الفرق بين القلب والنفس والفؤاد.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالجواب على سؤالكم هوأن النفس تطلق على أمور منها الروح كما قال الجوهري مستشهدا بقول أبي خراش :
نجا سالما والنفس منه بشدقه ولم ينج إلاجفن سيف ومئزر.
ومنه قوله تعالى :
أخرجوا أنفسكم .
كما تطلق النفس على الدم لخبر:
مالا نفس له سائلة .
وتطلق أيضا على الذات كلها كما في قوله تعالى:
فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ {النور:
61}.
وسميت النفس نفسا إما لنفاستها أومن تنفس الشىء إذا خرج ودخل، كما قال ابن القيم:
وإنما سمي الدم نفسا لأن خروجه الذي يكون معه الموت يلازم خروج النفس، كما قال السموأل :
تسيل على حد الظبات نفوسنا وليست على غير الظبات تسيل .
واختلف هل النفس واحدة أم لا؟
فمن قائل إن النفوس ثلاثة:
نفس مطمئنة، ونفس لوامة، ونفس أمارة .
قال ابن القيم:
والتحقيق أنها نفس واحدة ولكن لها صفات فتسمى باعتبار كل صفة باسم .
أما القلب والفؤاد فقد جاء في صحيح مسلم :
..
جاءكم أهل اليمن هم ألين قلوبا وأرق أفئدة .
قال النووي وابن الصلاح :
المشهور أن الفؤاد هو القلب، فعلى هذا يكون قد كرر ذكر القلب مرتين بلفظين وهو أولى من تكريره بلفظ واحد .
وقيل:
الفؤاد غير القلب.
وهو عين القلب، وقيل:
الفؤاد باطن القلب، وقيل:
هو غشاء القلب.
قال العيني :
وإنما سمي القلب قلبا لتقلبه ، وقال الليث :
مضغة من الفؤاد معلقة بالنياط وسمى قلبا لتقلبه .
وقال الخطابي :
وصف القلوب باللين والأفئدة بالرقة لأن الفؤاد غشاء القلب إذا رق نفذ القول فيه وخلص إلى ماوراءه .
وكلاهما يطلق على الآخر عند الافتراق قال تعالى:
مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى {لنجم:
11}، قال المفسرون أي رآه بقلبه فوعى عنه لأن القلب رئيس جميع الأعضاء فهي تعي بوعيه كما قال الألوسي رحمه الله.
وللاستزادة يرجى مراجعة الفتوى رقم:
، والفتوى رقم:
.
والله أعلم.