قراءة لمدة 1 دقيقة ما الفرق بين كلاً من الآيتين (ليكون لهم عزا كلا) و (كلا والقمر)؟

خلاصة الفتوى:
كلا في الآية الأولى للرد والإنكار..
.
وفي الثانية صلة لما بعدها.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن أهل العلم يقولون إن (كلا) حرف ردع وزجر وإنكار وتنبيه ورد..
.
وقال بعضهم:
إنها تأتي في القرآن لمعنيين:
أحدهما حقاً، والثاني:
لا.
والفرق بينها في الآيتين المشار إليهما يتضح من السياق..
ففي الآية الأولى إنكار ورد لتعزز المشركين بالآلهة التي اتخذوها من دون الله وأنها ستكون ضدهم يوم القيامة وذلا عليهم..
.
قال الله تعالى:
وَاتَّخَذُوا مِن دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِّيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا كَلَّا سَيَكْفُرُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا {مريم:
81-82}.
وأما في الآية الثانية فهي بمعنى حقاً -كما قال أهل التفسير- وهي صلة للقمر والتقدير أي والقمر، وجعلها بعضهم رداً على الذين زعموا أنهم يقاومون خزنه جهنم، أي ليس الأمر كما يقول من زعم أنه يقاوم خزنة النار، قال الله تعالى:
وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ كَلَّا وَالْقَمَرِ {المدثر:
31-32}.
وللفائدة فقد نقل القرطبي عن بعضهم:
ليس في النصف الأول من القرآن ذكر كلا وإنما جاء ذكره في النصف الثاني.
وهو يكون بمعنيين:
أحدهما:
بمعنى حقاً.
والثاني:
بمعنى لا، فإذا كانت بمعنى حقاً جاز الوقف على ما قبله، ثم تبتدئ كلا أي حقاً، وإذا كانت بمعنى لا، كان الوقف على كلا جائزاً.
ونقل السيوطي عن بعضهم قوله:
متى سمعت كلا في سورة فاحكم بأنها مكية لأن فيها معنى التهديد والوعيد وأكثر ما نزل ذلك بمكة لأن أكثر العتو كان بها.
والله أعلم.