قراءة لمدة 1 دقيقة ما المقصود بقوله تعالى: لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظلم؟ وهل يجوز للمظلوم أن يدعو على م

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالمقصود بهذه الآية كما قال ابن عباس :
لا يحب الله أن يدعو أحد على أحد إلا أن يكون مظلوما فإنه قد أرخص له أن يدعو على من ظلمه، وذلك قوله (إلا من ظلم) وإن صبر فهو خير له .
وهو قول السدي أنه لا بأس لمن ظلم أن ينتصر ممن ظلمه بمثل ظلمه ويجهر له.
وقال الحسن :
لا يدعو عليه وليقل:
اللهم أعني عليه واستخرج حقي منه ، وفي رواية عنه قال:
قد أرخص له أن يدعو على من ظلمه من غير أن يعتدي عليه .
وقال غيره:
هو الرجل يشتمك فتشتمه، ولكن إن افترى عليك فلا تفتري عليه.
وعليه أن لا يعتدي ويسرف في الدعاء على من ظلمه ولكن يدعو عليه بقدر مظلمته -إن أراد أن يدعو- قال صلى الله عليه وسلم:
المستبان على ما قالا، فعلى البادئ منهما ما لم يعتد المظلوم .
رواه أبو داود .
فلا يجوز له أن يدعو على من ظلمه بفقد بصره أو أولاده، لأن ذلك من الاعتداء في الدعاء، إلا إن كان الظلم الواقع على العبد يكافئ دعاءه.
والله أعلم.