قراءة لمدة 1 دقيقة ما حكم قول أحدهم، وهو غاضب، لشخص لا يصلي: «الله الغني عن صلاتك»؟ وما حكم قول أحدهم، وهو متضايق من اب

ما حكم قول أحدهم، وهو غاضب، لشخص لا يصلي: «الله الغني عن صلاتك»؟ وما حكم قول أحدهم، وهو متضايق من اب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعبارة:
«الله الغني عن صلاتك» صحيحة في نفسها، بل الله عز وجل غني عن طاعة الطائعين، ولا تضره معصية العاصين، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم:
.
ولكن سياق العبارة قد يُوحي له بنوع من التعالي عليه، أو اليأس من أن تلحقه المغفرة، فيزداد إعراضًا، فكان الأولى ان تُقال في سياق الإشفاق، والترحم؛
مثلاً:
«يا أخي، الله لا تنفعنه طاعتنا، ولكن نحن نحتاج إليه في كل نَفَس» وهكذا؛
ولذا راجع للأهمية الفتوى رقم:
.
وأما عبارة:
«أنا ما عارف إيش سويت علشان يحصل لي كل هذا» فهذا فيه نوع من الاعتراض على القدر، وذلك أمر محرم خطير، وقد بينا في الفتوى رقم:
أن التذمر الموحي بالتسخط على القدر ينافي الرضا بالقضاء، فراجعها للفائدة.
وجاء في فتاوى نور على الدرب للعثيمين - رحمه الله -:
قال بعض أهل العلم:
وللناس في المصائب مقامات أربعة:
التسخط، والصبر، والرضا، والشكر.
أما التسخط فحرام، سواء كان في القلب، أو في اللسان، أو في الجوارح.
فالتسخط في القلب:
أن يرى أن الله تعالى ظلمه في هذه المصيبة، وأنه ليس أهلًا لأن يصاب، وهذا على خطر عظيم، كما قال الله تعالى:
«وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةَ ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ».
وأما التسخط بالقول:
فأن يدعو بدعوى الجاهلية، مثل:
واثبوراه، واانقطاع ظهراه، وما أشبه ذلك من الكلمات النابية التي تنبئ عن سخط العبد، وعدم رضاه بقضاء الله.
وأما التسخط بالأفعال:
فكنتف الشعور، ولطم الخدود، وشق الجيوب، وقد تبرأ النبي صلى الله عليه وسلم من فاعل هذا، فقال:
(ليس منا من شق الجيوب، وضرب الخدود، ودعا بدعوى الجاهلية) .
فالتسخط هذا حرام، ومن كبائر الذنوب، والتسخط القلبي أعظم أنواعه، وأخطر أنواعه.
والله أعلم.

مشاركة

مقترحات التعديلات

من خلال إرسال مقترحك، فإنك توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية لدينا