قراءة لمدة 1 دقيقة ما صحة حديث عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: أكبر الكبائر: ال

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأثر المذكور رواه عبد الرَّزَّاق في مصنفه، وَالطَّبَرَانِيّ في الكبير، وابن جرير في تفسيره، عن ابن مسعود -رضي الله عنه- موقوفًا عليه، قال الحافظ ابن حجر في الفتح:
وَهُوَ مَوْقُوفٌ ـ يعني على ابن مسعود.
وصحح إسناده إلى ابن مسعود :
الهيثمي في مجمع الزوائد، وابن كثير في تفسيره.
وهو محمول على الرفع، لأنه مما لا مجال للرأي فيه.
قال ابن مايابى في كوثر المعاني الدراري، في كشف خبايا صحيح البخاري :
وعند عبد الرزاق، والطبراني عن ابن مسعود:
أكبر الكبائر:
الإشراك بالله، والأمن من مكر الله، والقنوط من رحمة الله، واليأس من روح الله.
وهو موقوف، قلت:
هذا لا مجال للرأي فيه، فهو في حكم المرفوع .
اهـ وقد ورد بعضه مرفوعًا، كما في حديث البزار، عن ابن عباس -رضي الله عنهما- قال:
كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- متكئا، فدخل عليه رجل، فقال:
ما الكبائر؟
فقال:
الشرك بالله، والإياس من روح الله، والقنوط من رحمة الله .
والحديث قَالَ فيه الْعِرَاقِي :
إِسْنَاده حسن، وحسنه الألباني في صحيح الجامع.
ويؤيد صحة المعنى ما جاء في نصوص الوحي من القرآن والسنة من بيان خطر هذه الكبائر؛
فقد قال الله -تعالى- عن الشرك بالله:
إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ {المائدة:
72}.
وقال تعالى عن الأمن من مكر الله:
أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ {الأعراف:
99}.
وقال تعالى عن القنوط من رحمة الله:
قَالَ وَمَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ {الحجر:
56}.
وقال تعالى عن اليأس من روح الله:
وَلَا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ {يوسف:
87}.
والله أعلم.