قراءة لمدة 1 دقيقة ما صحة هذا الحديث: «إن الله تعالى إذا أراد أن يستر عبده يوم القيامة، ولا يفضحه على رؤوس الأشهاد، فيع

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نقف على هذا الحديث بلفظه في شيء من كتب السنة، ولكن ذكر السفيري في شرح البخاري هذا الكلام بصيغة:
وقيل:
إنّ الله تعالى..
..
«.
وقد جاء بهذا المعنى حديث ورد في كتاب الزهد للإمام أحمد بن حنبل - رحمه الله- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
يُدْنِي اللَّهُ الْعَبْدَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَيَضَعُ عَلَيْهِ كَنَفَهُ، فَيَسْتُرُهُ مِنَ الْخَلَائِقِ كُلِّهَا، وَيَدْفَعُ إِلَيْهِ كِتَابَهُ فِي ذَلِكَ السِّتْرِ، فَيَقُولُ:
اقْرَأْ -يَا ابْنَ آدَمَ- كِتَابَكَ، قَالَ:
فَيَمُرُّ بِالْحَسَنَةِ فَيَبْيَضُّ وَجْهُهُ، وَيُسَرُّ بِهَا قَلْبُهُ، قَالَ:
فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ:
تَعْرِفُ يَا عَبْدِي، فَيَقُولُ:
نَعَمْ، أَيْ رَبِّ أَعْرِفُ، قَالَ:
فَيَقُولُ:
فَإِنِّي تَقَبَّلْتُهَا مِنْكَ، قَالَ:
فَيَخِرُّ لِلَّهِ سَاجِدًا، قَالَ:
فَيَقُولُ:
ارْفَعْ رَأْسَكَ يَا ابْنَ آدَمَ، وَعُدْ فِي كِتَابِكَ قَالَ:
فَيَمُرُّ بِالسَّيِّئَةِ فَيَسْوَدُّ وَجْهُهُ، وَيَوْجَلُ مِنْهَا قَلْبُهُ، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ:
أَتَعْرِفُ يَا عَبْدِي؟
قَالَ:
فَيَقُولُ:
نَعَمْ، يَا رَبِّ أَعْرِفُ، قَالَ:
فَيَقُولُ:
إِنِّي قَدْ غَفَرْتُهَا لَكَ، قَالَ:
فَلَا يَزَالُ حَسَنَةٌ تُقْبَلُ، فَيَسْجُدُ، وَسَيِّئَةٌ تُغْفَرُ، فَيَسْجُدُ، وَلَا يَرَى الْخَلَائِقُ مِنْهُ إِلَّا السُّجُودَ، قَالَ:
حَتَّى يُنَادِيَ الْخَلَائِقُ بَعْضُهَا بَعْضًا:
طُوبَى لِهَذَا الْعَبْدِ لَمْ يَعْصِ اللَّهَ قَطُّ، قَالَ:
وَلَا يَدْرُونَ مَا قَدْ لَقِيَ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّهِ مِمَّا قَدْ وَقَفَهُ عَلَيْهِ.
وقال ابن رجب الحنبلي –رحمه الله- بعد ذكر هذا الحديث:
ويشهدُ لهذا حديثُ عبدِ اللَّهِ بنِ عمرَ الثابتُ في الصحيح - حديثُ النجوى - أن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - قال:
إذا كان يوم القيامةِ دعا اللَّهُ بعبدِهِ فيضعُ عليه كنَفَهَ، فيقولُ:
ألم تعملْ يومَ كذا وكذا ذنبَ كذا وكذا؟
فيقولُ:
بلى يا ربِّ، فيقول:
فإني قد سترتُها عليك في الدنيا وغفرتُ ذلك لك اليومَ.
وأمّا بخصوص قول الرجل عن زوجته:
»هي بالنسبة لي طالق" فالظاهر لنا أنّه لفظ صريح في الطلاق لا يفتقر إلى النية.
والله أعلم.