قراءة لمدة 1 دقيقة ما مدى صحة هذا الخبر: قال ابن مسعود -رضي الله عنه-: يا زيد بن وهب، لا تدع إذا كان يوم الجمعة أن تصلي

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فهذا الأثر الموقوف، رواه أبو نعيم في الحلية:
حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي الْمَضَاءِ، ثنا زُهَيْرُ بْنُ عَبَّادٍ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْعَابِدُ الزَّاهِدُ الْأَصْبَهَانِيُّ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ:
قَالَ لِي ابْنُ مَسْعُودٍ:
«لَا تَدَعْ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَلْفَ مَرَّةٍ، تَقُولُ:
اللهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ» .
ومن طريق ابن أبي المضاء رواه الأصبهاني في الترغيب والترهيب بلفظ:
« اللهم صل على محمد النبي الأمي » ولم نجد من أهل العلم من حكم على إسناده بتصحيح، أو تحسين، أو تضعيف، وفي إسناده زهير بن عباد مختلف فيه.
قال ابن حبان :
« يخطئ، ويخالف ».
وقال ابن عبد البر :
ضعيف، والأعمش -مع جلالته- ذكر أهل العلم أنه يدلس، وقد عنعن في هذا الإسناد .
اهـ.
ومشروعية الإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، ليست موقوفة على صحة أو حسن هذا الأثر، بل جاءت بها أحاديث مرفوعة أخرى؛
كحديث أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ الصَّلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ» قَالَ:
قَالُوا:
يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرِمْتَ - يَقُولُونَ:
بَلِيتَ -؟
فَقَالَ:
«إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ» ، رواه أبو داود وغيره، فيستحب للمسلم أن يكثر من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم عموما، ويوم الجمعة خصوصا.
والله تعالى أعلم.