قراءة لمدة 1 دقيقة ما معنى : ( إن كل نفس لما عليها حافظ ) وهل يراد به الله سبحانه الذي يحفظ ويراقب كل نفس في جميع أطوار

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن المراد بالحافظ الملائكة كما روي عن ابن عباس:
إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ {الطارق:
4} إلا عليها حافظ من الملائكة، وإسناده صحيح كما قال ابن حجر في فتح الباري.
وفي التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي :
ومعناه عند الجمهور:
أن كل نفس من بني آدم عليها حافظ يكتب أعمالها، يعني:
الملائكة الحفظة..
.
اهـ.
ولا مانع من إطلاق الحفظ على الملائكة فقد قال الله تعالى في شأنهم:
لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ .
وقال الله تعالى:
وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ {الانفطار:
10} وقال الله تعالى:
وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً {الأنعام:
61}.
وقد ذكر ابن كثير في التفسير:
أنهم أربعة بالليل وأربعة بالنهار، فاثنان عن اليمين والشمال يكتبان الحسنات والسيئات، واثنان من ورائه وأمامه يحرسانه.
اهـ.
وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم:
قال ابن عباس:
هم الملائكة يحفظونه بأمر الله، فإذا جاء القدر خلوا عنه.
وقال علي رضي الله عنه:
إن مع كل رجل ملكين يحفظانه مما لم يقدر، فإذا جاء القدر خليا بينه وبينه، وإن الأجل جنة حصينة.
وقال مجاهد:
ما من عبد إلا وله ملك يحفظه في نومه ويقظته من الجن والإنس والهوام، فما من شيء يأتيه إلا قال له وراءك إلا شيئا أذن الله فيه فيصيبه .
والله أعلم.