قراءة لمدة 1 دقيقة ما معنى حديث الرسول عليه الصلاة والسلام: «لو أنّ ما يقلّ من ظفر مما في الجنة بدا؛ لتزخرفت له ما بين

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أخرج الترمذي في سننه عن داود بن عامر بن سعد بن أبي وقاص ، عن أبيه، عن جدّه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لو أن ما يقلّ ظفر مما في الجنة بدا؛
لتزخرفت له ما بين خوافق السماوات والأرض، ولو أن رجلًا من أهل الجنة اطّلع، فبدا أساوره؛
لطمس ضوء الشمس، كما تطمس الشمس ضوء النجوم .
وقال الترمذي :
هذا حديث غريب، لا نعرفه بهذا الإسناد إلا من حديث ابن لهيعة .
اهـ.
وأما شرح الحديث:
فقد جاء في المفاتيح في شرح المصابيح ل لمظهري :
قوله :
«لو أن ما يُقِلّ ظفر مما في الجنة»، قال في «شرح السنة»:
يقل؛
أي:
يحمل، قال الله تعالى:
{إذا أقلّت سحابا ثقالا سقناه} [الأعراف:
57] أي:
حملت الرياح سحابًا ثقالًا .
قوله:
«لتزخرفت»؛
أي:
لتزيّنت، والتزخرف:
كمال حسن الشيء، قال الله تعالى:
{حتى إذا أخذت الأرض زخرفها وازينت} [يونس:
24] أي:
تزينت بألوان النبات .
قوله:
«ما بين خوافق السماوات والأرض»؛
أي:
أطرافها، وقيل:
منتهاها، وقيل:
المشرق والمغرب؛
لأن المغرب خافق؛
أي:
غائب، من (خفقت النجوم):
إذا غابت، فذكر المحلّ وأراد به الحالّ؛
فغلبوه على المشرق .
و(خوافق السماء):
التي يخرج منها الرياح الأربع؛
أي:
الشمال، والجنوب، والدَّبور، والقبول .
و(ما) في (ما بين):
موصول، معناه:
التي، و(بين):
صلته، والموصول مع صلته فاعل لـ (تزخرفت)، يعني:
لو أن ما يحمله ظفر من نعيم الجنة لو ظهر في الدنيا؛
لأنار ما بين المشرق والمغرب، وزيّنه بحيث لا يبقى نور الشمس عند كمال نوره؛
لأنه خلق للبقاء .
قوله:
«فبدا أساوره؛
لطمس نوره»، (بدا يبدو):
إذا ظهر، (الأساور) جمع:
أسورة، وهي ما تلبسه المرأة من الحليّ، و(الطمس):
المحو .
اهـ.
وأما الحور العين:
فقد أخرج البخاري في صحيحه في باب الحور العين وصفتهنّ حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
لروحة في سبيل الله، أو غدوة، خير من الدنيا وما فيها، ولقاب قوس أحدكم من الجنة، أو موضع قيد -يعني سوطه- خير من الدنيا وما فيها، ولو أن امرأة من أهل الجنة اطّلعت إلى أهل الأرض؛
لأضاءت ما بينهما، ولملأته ريحا، ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها .
والأظهر أن الإضاءة هنا لما بين الجنة والأرض، جاء في مرقاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح ل ملا قاري :
أي:
ما بين المشرق والمغرب، أو ما بين السماء والأرض، أو ما بين الجنة والأرض، وهو الأظهر؛
لتحقيق ذكرها في العبارة صريحًا .
اهـ.
والله أعلم.