قراءة لمدة 1 دقيقة ما معنى قوله تعالى في سورة يوسف: (أما أحدكما فيسقي ربه خمرا). هل الله -عزَّ وجلَّ- يشرب الخمر؟

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الآية المسؤول عنها وهي قوله تعالى:
أَمَّا أَحَدُكُمَا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ قُضِيَ الْأَمْرُ الَّذِي فِيهِ تَسْتَفْتِيَانِ [يوسف:
41].
جاءت في سياق تعبير يوسف عليه السلام لرؤيا الفتيين اللذين سجنا معه، وقد كان أحدهما ساقياً للملك، وكان الآخر خبازاً له، وبحكم صحبة هذين السجينين ل يوسف في السجن، وما علماه عنه من صدق وأمانة وصلاح وقدرة على تعبير الرؤيا، طلبا منه أن يعبر لهما رؤياهما، كما قص القرآن علينا بقوله:
وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ نَبِّئْنَا بِتَأْوِيلِهِ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ [يوسف:
36].
فكان تعبير يوسف لهما عجيباً، وهو أن أحدهما سيخرج من السجن ويعود إلى وظيفته السابقة من سقي الملك الخمر، وهذا هو ما عناه الله بقوله:
فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً .
وأما الثاني فقد فسر رؤياه بالصلب والموت بعد ذلك، كما قال الله تعالى:
وَأَمَّا الْآخَرُ فَيُصْلَبُ فَتَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْ رَأْسِهِ .
ومما يوضح لك -أخي السائل- أن المراد بالرب هنا الملك قول يوسف -عليه السلام- للناجي من السجينين، وهو الساقي:
وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ [يوسف:
42].
قال ابن كثير في تفسيره:
أي اذكرني عند ربك وهو الملك .
اهـ.
والله أعلم.