قراءة لمدة 1 دقيقة ما هو الكبر، وما الفرق بينه، وبين النرجسية، والعجرفة، والخيلاء؟ وهل الاستهتار، والاستهزاء، والضحك عل

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن النرجسية، والعجرفة، والخيلاء، ترجع في معانيها إلى الكبر، وإنما اختلفت باعتبار صور الكبر التي دلت عليها.
وقد عرف النبي صلى الله عليه وسلم الكبر، فقال:
الكبر بطر الحق، وغمط الناس.
رواه مسلم .
قال النووي رحمه الله:
أما بطر الحق فهو دفعه، وإنكاره ترفعاً وتجبراً، وقوله صلى الله عليه وسلم:
«وغمط الناس» معناه:
احتقارهم.
انتهى.
وقال الغزاليّ - رحمه اللّه- في الإحياء:
هو استعظام النّفس، ورؤية قدرها فوق قدر الغير .
انتهى.
وأما النرجسية، فقد بيّنا في الفتوى رقم:
.
أن صاحبها يشعر بالعظمة وحب وأهمية الذات، وغير ذلك من الصفات الدالة على الكبر.
وأما العجرفة:
فإن لها أكثر من معنى، ولكن في سياق ذكر الكبر والخيلاء تكون بمعنى الكبر، مع فعل المتكبر ما يكرهه للمتكبَّر عليه.
فقد جاء في المعجم الوسيط:
( تعجرف ) على القوم تكبر، وركبهم بما يكرهونه.
انتهى.
وأما الخيلاء:
فيرد في هيئة المتكبر كثيرا، كما في هيئته عند الإسبال، أو في مشيه.
قال الراغب في المفردات:
الخُيَلَاء:
التّكبّر عن تخيّل فضيلة تراءت للإنسان من نفسه .
انتهى.
وأما الاستهزاء، والسخرية، والضحك على الآخرين، فإنه يعد في كثير من صوره كبرا.
قال الجاحظ:
الكبر هو استعظام الإنسان نفسه، واستحسان ما فيه من الفضائل، والاستهانة بالنّاس، واستصغارهم، والتّرفّع على من يجب التّواضع له.
انتهى.
وأما كيفية التكبر على المتكبر، فراجع الفتوى رقم:
.
ولا يأثم المسلم لبغضه، وكرهه المتكبرين، بل ذلك مشروع، ولكن أن يكون البغض بقدر تكبره، من غير مغالاة في ذلك.
والله أعلم.