قراءة لمدة 1 دقيقة ما هو تفسير هذه الآية من سورة البقرة: صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ صِبْغَةً وَنَحْن

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن صبغة الله يراد بها دين الله، وقيل:
فطرة الله.
وقيل:
إن الصبغة الختان.
وقيل:
إن الصبغة الاغتسال لمن أراد الدخول في الإسلام، بدلاً من معمودية النصارى.
قال البغوي في تفسيره:
قوله تعالى:
صبغة الله :
قال ابن عباس في رواية الكلبي و قتادة و الحسن:
دين الله، وإنما سماه صبغة لأنه يظهر أثر الدين على المتدين كما يظهر أثر الصبغ على الثوب، وقيل لأن المتدين يلزمه ولا يفارقه، كالصبغ يلزم الثوب، وقال مجاهد:
فطرة الله، وهو قريب من الأول، وقيل:
سنة الله، وقيل:
أراد به الختان لأنه يصبغ صاحبه بالدم، قال ابن عباس:
هي أن النصارى إذا ولد لأحدهم ولد فأتى عليه سبعة أيام غمسوه في ماء لهم أصفر يقال له المعمودي وصبغوه به ليطهروه بذلك الماء مكان الختان، فإذا فعلوا به ذلك قالوا:
الآن صار نصرانياً حقاً فأخبر الله أن دينه الإسلام لا ما يفعله النصارى انتهى.
و قوله:
ونحن له عابدون.
أي مطيعون خاضعون قال الطبري :
وقوله تعالى ذكره:
ونحن له عابدون ، أمر من الله تعالى ذكره نبيه صلى الله عليه وسلم أن يقوله لليهود والنصارى، الذين قالوا له ولمن تبعه من أصحابه :
كونوا هودا أو نصارى .
فقال لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم :
قل :
بل نتبع ملة إبراهيم حنيفاً ، صبغة الله ، ونحن له عابدون.
يعني :
ملة الخاضعين لله ، المستكينين له ، في اتباعنا ملة إبراهيم، ودينونتنا له بذلك، غير مستكبرين في اتباع أمره ، والإقرار برسالته رسله ، كما استكبرت اليهود والنصارى، فكفروا بمحمد صلى الله عليه وسلم استكبارًا وبغيًا وحسدًا .
انتهى.
ويستفاد من الآية أن دين الإسلام هو أفضل الأديان وما سواه باطل، وأن على المسلم أن يعتز بدينه وبالتمسك بملته، وأن يختتن.
وأن التعميد الذي يعمله النصارى باطل.
والله أعلم.