قراءة لمدة 1 دقيقة ما هو متعلق (حتى) في قوله: {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَن

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فـ «حتى» في الآية الكريمة المذكورة متعلقة بـ «حرام» أو بـ «يرجعون» في الآية قبلها.
وقيل فيها غير ذلك؛
فقد جاء في التبيان في إعراب القرآن للعكبري :
«وَ (حَتَّى):
مُتَعَلِّقَةٌ فِي الْمَعْنَى بِحَرَامٍ; أَيْ:
يَسْتَمِرُّ الِامْتِنَاعُ إِلَى هَذَا الْوَقْتِ».
وقال البيضاوي في أنوار التنزيل:
«حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ متعلق بـ حَرامٌ، أو بمحذوف دل الكلام عليه، أو بـ لاَ يَرْجِعُونَ؛
أي:
يستمر الامتناع أو الهلاك أو عدم الرجوع إلى قيام الساعة وظهور أماراتها:
وهو فتح سد يأجوج ومأجوج، وهي حتى التي يحكى الكلام بعدها، والمحكي هي الجملة الشرطية».
وقال ابن جزي في تفسيره التسهيل:
«حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ، حتى هنا حرف ابتداء أو غاية متعلقة بـ يرجعون، وجواب إذا:
فإذا هي شاخصة، وقيل:
الجواب:
يا ويلنا؛
لأن تقديره يقولون يا ويلنا، وفتحت يأجوج ومأجوج، أي:
فتح سدها فحذف المضاف».
وجاء في روح المعاني في تفسير القرآن العظيم والسبع المثاني للألوسي :
وحَتَّى في قوله تعالى:
حَتَّى إِذا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ ابتدائية، والكلام بعدها غاية لما يدل عليه ما قبلها، كأنه قيل:
يستمرون على ما هم عليه من الهلاك حتى إذا قامت القيامة يرجعون إلينا ويقولون يا ويلنا ..
إلخ.
أو:
غاية للحرمة، أي:
يستمر امتناع رجوعهم إلى التوبة حتى إذا قامت القيامة يرجعون إليها، وذلك حين لا ينفعهم الرجوع، أو غاية لعدم الرجوع عن الكفر، أي:
لا يرجعون عنه حتى إذا قامت القيامة يرجعون عنه، وهو حين لا ينفعهم ذلك، وهذا بحسب تعدد الأقوال في معنى الآية المتقدمة والتوزيع غير خفي.
وقال ابن عطية:
حتى متعلقة بقوله تعالى:
تَقَطَّعُوا ..
إلخ.
قال أبو حيان:
وفيه بعد من كثرة الفصل لكنه من جهة المعنى جيد، وحاصله:
أنهم لا يزالون مختلفين غير مجتمعين على دين الحق إلى قرب مجيء الساعة، فإذا جاءت الساعة انقطع ذلك الاختلاف، وعلم الجميع أن مولاهم الحق، وأن الدين المنجي كان دين التوحيد..
.
اهـ.
والله أعلم.