قراءة لمدة 1 دقيقة ما هي جماع خصال الخير؟

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فخصال الخير كثيرة، وجماعها باختصار:
الإيمان الصادق، والعمل الصالح، والأخلاق الفاضلة، والبعد عن النواهي المحرمة، والأخلاق المذمومة، ويجمع ذلك تقوى الله تعالى في السر والعلانية، كما قال تعالى:
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:
2ـ 3}، وقال:
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:
4}، وقال:
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا {الطلاق:
5}.
والتحلي بخصال الخير الموصلة لسعادة الدنيا والآخرة هو ما يتمناه ويعمل له العقلاء، وأصحاب الهمم العالية، فقد روى الترمذي، وغيره، وصححه، عن معاذ بن جبل ـ رضي الله عنه ـ لما سأل نبينا صلى الله عليه وسلم عن عمل يدخله الجنة ويبعده من النار، قال له:
لَقَدْ سألْتَ عَنْ عَظِيمٍ، وإنَّهُ لَيَسِيرٌ على مَنْ يَسَّرَهُ اللَّهُ تَعالى عَلَيْهِ:
تَعْبُدُ اللَّهَ لاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمُ الصَّلاةَ، وتُؤْتِي الزَّكاةَ، وَتَصًومُ رَمَضَانَ، وَتَحُجُّ البَيْتَ، ثم قال:
ألا أدُلُّكَ على أبْوَابِ الخَيْرِ؟
الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الخَطِيئَةَ، كما يُطْفئُ المَاءُ النارَ، وَصَلاةُ الرَّجُلِ في جَوْفِ اللَّيْلِ، ثم تلا:
تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ {السجدة:
16ـ 17}، ثم قال:
ألا أُخْبِرُكَ برأسِ الأمْرِ وَعمُودِهِ وَذِرْوَةِ سَنامِهِ؟
قلت:
بلى يا رسول اللّه، قال:
رأسُ الأمْرِ الإِسْلامُ، وَعَمُودُهُ الصَّلاةُ، وَذِرْوَةُ سَنَامِهِ الجِهادُ، ثم قال:
ألا أُخْبِرُكَ بِمَلاكِ ذلكَ كُلِّهُ؟
قلت:
بلى يا رسول اللّه، فأخذ بلسانه، ثم قال:
كُفَّ عَلَيْكَ هَذَا، قلت:
يا رسول اللّه، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟
فقال:
ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ، وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ في النَّارِ على وُجُوهِهِمْ إِلاَّ حَصَائِدُ ألْسِنَتِهِمْ ؟
.
فمن تحلى بهذه الخصال سعد في الدنيا والآخرة، ونال رضى الله تعالى، ورضى الصالحين من عباده، وفاز بالجنة، ونجا من النار.
والله أعلم.