قراءة لمدة 1 دقيقة معذرة لطول الرسالة، لكن أنا في مشكلة حقيقية منذ 3 سنوات رآني شاب كان يمتلك محلاً لبيع الأحذية وأعجب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلعلنا نلخص لك الجواب في عدة نقاط وهي:
أولاً:
قولك (المهم أننا ظللنا على اتصال..
.
) وكان الواجب عليكما قطع الاتصال إذ التمادي في ذلك لا يجوز لأنكما أجنبيان عن بعض، فلا يحق لكما إقامة صداقة أو تعارف قبل الزواج، وقد سبق بيان ذلك في الفتاوى ذات الأرقام التالية:
، ، فلتراجع.
ثانياً:
قد أخطأ هذا الشاب في الكذب على أبيك وادعائه أنه حاصل على بكالوريوس تجارة بينما هو في الحقيقة كما تقولين حاصل على دبلوم تجارة (مؤهل متوسط)، وكونه قد أخبرك بالحقيقة لا يسوغ له الكذب على أبيك أو على غيره، وعليه أن يتوب إلى الله من هذا وأن لا يعود إلى الكذب مرة أخرى لأنه علامة من علامات النفاق وليحذر من اعتياده، قال القائل:
عود لسانك قول الصدق تحظ به إن اللسان لما عودت معتاد.
ثالثاً:
قد أخطأ الأب وتجاوز حينما سب الشاب وسب أبويه، كما أخطأ أشد الخطأ في حق الرسول صلى الله عليه وسلم حينما عرض بالنبي الكريم صلى الله عليه وسلم، ولا شك أن النبي الكريم أعظم من أن يقال في حقه (لو قال كذا لما قبلت)، فالواجب على هذا الأب التوبة والاستغفار وعدم العودة إلى ذلك مرة أخرى، خشية أن يعاقبه الله بالعقوبات العاجلة التي تنال عادة المتطاول على الله أو على الأنبياء.
رابعاً:
الواجب عليك أيتها -الأخت الكريمة- قطع الصلة تماماً بهذا الشاب، وعليك بتقوى الله تعالى والإكثار من الدعاء أن يقدر الله لك الخير ويرزقك الزوج الصالح مع المحافظة على الصلوات في أوقاتها، والبعد عن المعاصي ما أمكن وسيجعل الله لك فرجاً ومخرجاً، قال الله تعالى:
وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ [الطلاق:
2-3].
خامساً:
لا بد من أن نبين لك أنه ينبغي أن تحرص المرأة على الزواج بالرجل الصالح الذي يُرضى دينه وخلقه، وينبغي أن لا يرده الولي، فمتى ثبت أن هذا الشاب على خلق ودين ويحافظ على الفرائض ويجتنب الكبائر بما فيها الكذب، أو تقدم غيره وكان مرضي الدين والخلق ورفضه الولي (الأب) وتكرر منه رد الخطاب الأكفاء من غير سبب شرعي أجبره القاضي على التزويج، وراجعي الفتوى رقم:
لزاماً ففيها بطلان الزواج بدون ولي، وماذا لو رفض الولي تزويج موليته.
أخيراً:
إذا تأكدت من صلاحية هذا الشاب لك وكان مرضي الدين والخلق، فيمكنه أن يوسط أحداً من أهل الخير والصلاح ممن له تأثير على والدك فلعله يستجيب، خاصة أن سنوات العمر تمضي والمرأة بحاجة إلى الزواج كحاجة الرجل إليه، نسأل الله لك العون والتوفيق.
والله أعلم.