قراءة لمدة 1 دقيقة نشر أحد الإخوة مقالا جاء فيه: سُئل الشيخ العالم «محمد أبيض الوجه البكري الصديقي» ذات مرة: لم كان في

نشر أحد الإخوة مقالا جاء فيه: سُئل الشيخ العالم «محمد أبيض الوجه البكري الصديقي» ذات مرة: لم كان في

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا السؤال نقله العيدروس في كتابه:
(النور السافر عن أخبار القرن العاشر) عند ترجمة محمد البكري الصديقي الشافعي حيث قال:
وسئل رضي الله عنه:
لم كان في أهل مكة قسوة القلب، وفي أهل المدينة لينها؟
فقال:
لأن أهل مكة جاوروا الحجر، وأهل المدينة جاوروا البشر .
انتهى.
فظاهر كلامه أنه أراد بالحجر الكعبة، وبالبشر النبي صلى الله عليه وسلم.
والمحظور في هذا الكلام - إن كان ذلك هو المراد به - أن ظاهره أنه جعل الكعبة حجرا يقسو قلب من جاوره.
وكيف يصح ذلك وقد طهر الله البيت للطائفين والعاكفين والركع السجود، وجعل قيام دين الناس وتمام إسلامهم بتعظيمه، فقال سبحانه:
{ وَعَهِدْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ أَنْ طَهِّرَا بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْعَاكِفِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ }.
وقال تعالى:
{ جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ }.
قال العلامة السعدي -رحمه الله- في تفسيره:
يخبر تعالى أنه جعل { الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِلنَّاسِ }.
يقوم بالقيام بتعظيمه دينُهم ودنياهم، فبذلك يتم إسلامهم، وبه تحط أوزارهم، وتحصل لهم - بقصده - العطايا الجزيلة، والإحسان الكثير، وبسببه تنفق الأموال، وتتقحم - من أجله - الأهوال.
ويجتمع فيه من كل فج عميق جميع أجناس المسلمين، فيتعارفون، ويستعين بعضهم ببعض، ويتشاورون على المصالح العامة، وتنعقد بينهم الروابط في مصالحهم الدينية والدنيوية .
انتهى.
وهي مع ذلك في أحب البقاع إلى الله تعالى؛
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
وَاَللَّه إِنَّك لَخَيْر أَرْض اللَّه، وَأَحَبّ أَرْض اللَّه إِلَى اللَّه، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْت مِنْك مَا خَرَجْت.
رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ وَ النَّسَائِيُّ.
وَقَالَ التِّرْمِذِيّ :
هُوَ حَدِيث حَسَن صَحِيح .
ولا شك أن خيرية الأرض مؤثرة في القلب ولينه، وقربه من ربه، وتعظيمه شعائره.
قال الدهلوي في حجة الله البالغة:
إنما فضل مسجد النبي صلى اللّه عليه وسلم، والمسجد الحرام بمضاعفة الأجر لمعان، منها:
أن هنالك ملائكة موكلة بتلك المواضع يحفون بأهلها ويدعون لمن حلها.
ومنها:
أن عمارة تلك المواضع من تعظيم شعائر الله وإعلاء كلمة الله.
ومنها:
أن الحلول بها مذكر لحال أئمة الملة .
انتهى.
وبناء على ما سبق يعلم أن طلبك - حذف ذلك الكلام - صواب.
والله أعلم.

مشاركة

مقترحات التعديلات

من خلال إرسال مقترحك، فإنك توافق على شروط الاستخدام وسياسة الخصوصية لدينا