قراءة لمدة 1 دقيقة هذا سائل يقول: عَنْ مَالِكِ بن مَرْثَدٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ أَبُو ذَرٍّ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحديث بهذا اللفظ قد أخرجه الطبراني في معجمه الكبير، وقد صححه ابن حبان، وقال الحاكم :
حديث صحيح على شرط مسلم .
اهـ.
وأقره الذهبي .
والحديث أصله في صحيحي البخاري و مسلم عن أبي ذر بلفظ:
قلت:
يا رسول الله، أي الأعمال أفضل؟
قال:
«الإيمان بالله، والجهاد في سبيله» قال:
قلت:
أي الرقاب أفضل؟
قال:
«أنفسها عند أهلها، وأكثرها ثمنا» قال:
قلت:
فإن لم أفعل؟
قال:
«تعين صانعا، أو تصنع لأخرق» قال:
قلت:
يا رسول الله، أرأيت إن ضعفت عن بعض العمل؟
قال:
«تكف شرك عن الناس، فإنها صدقة منك على نفسك» وقوله:
( يَا نَبِيَّ اللَّهِ، إِنَّ مَعَ الإِيمَانِ عَمِلا ) هو سؤال من أبي ذر للنبي صلى الله عليه وسلم، كما في لفظ ابن أبي شيبة في المصنف:
قال:
قلت:
يا نبي الله، أو مع الإيمان عمل؟
والمراد به -كما هو ظاهر- أن هناك أمورا تنجي العبد من عذاب النار مع الإيمان بالله، وهي الصدقة إلى آخره.
ومعنى يرضخ:
أي يتصدق بالقليل.
قال الجوهري في الصحاح:
ورضخت له رضخا، وهو العَطاء ليس بالكثير.
اهـ.
وقال ابن فارس في مقاييس اللغة:
الراء، والضاد، والخاء كلمة تدل على كسر.
ويكون يسيرا، ثم يشتق منه.
فالرضخ:
الكسر; وهو الأصل، ثم يقال رضخ له، إذا أعطاه شيئا ليس بالكثير، كأنه كسر له من ماله كسرة .
اهـ.
وقوله:
عييا:
أي لا يحسن البيان.
قال الجوهري :
العِيُّ:
خِلاف البيان .
اهـ.
ومعنى الأخرق.
قال القرطبي :
وهو الذي لا يُحْسِنُ العَمَلَ؛
يقال:
رجلٌ أخرَقُ، وامرأةٌ خَرْقاء، وهو ضدِّ الحاذق بالعمل .
اهـ من المفهم.
والله أعلم.